للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن أيوب. ولم يزل حسام الدين مصاحبا للملك الأشرف ومساعدا (١) له في جميع حروبه، ينفق أمواله في طاعته، ويبذل عساكره وأمواله في مساعدته. ومن جملة موافقته له أنه كان في خلاط - لما حاصرها جلال الدين - ولقى من الشدة والخوف ما لقيه من كان بها. ولما فتحت خلاط أسره جلال الدين فيمن أسر، وأراد أخذ مدينته أرزن منه. فقيل [لجلال الدين (٢)] إنه من بيت قديم عريق في الملك، وأن أرزن وصلت إليه من أسلافه مع غيرها من البلاد، فخرج الجميع من أيديهم، فتعطف عليه [جلال الدين (٣)] ورق له وأبقى عليه مدينته، وأخذ عليه العهود والمواثيق أن لا يقاتله، فعاد إلى بلده وأقام به.

فلما جاء الملك الأشرف وعلاء الدين [صاحب الروم (٤)] لمحاربة جلال الدين لم يحضر معهم الحرب وفاء لجلال الدين. ولما انهزم جلال الدين سار إليه (٥) الملك المظفر شهاب الدين غازى بن الملك العادل صاحب ميافارقين، فحصره بأرزن وملكها [صلحا (٦)]، وعوضه عنها بمدينة حانى من ديار بكر.

وكان هذا حسام الدين حسن السيرة، كريما جوادا، لا يخلو بابه من جماعة يردون إليه، ولكل أمر آخر، فسبحان من لا يزول ملكه.


(١) في نسخة س «ومناصحا».
(٢) في نسخة م «له» والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) أي سار إلى حسام الدين صاحب أرزن.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س وكذلك من ابن الأثير، الكامل، ج ١٢ ص ٤٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>