للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ملك أذربيجان [وهرب صاحبها أزبك مظفر الدين بن البهلوان إلى حصن من حصونه فمات به، وكان طول عمره مشتغلا باللهو والطرب (١)].

ثم عادى (٢) السلطان علاء الدين - سلطان الروم - والملك الأشرف والملك الكامل، وعادى أيضا الكرج، ولم يبق له صديقا من ملوك الأطراف غير الملك المعظم صاحب دمشق ومظفر الدين صاحب إربل. واتفق موت الملك المعظم، ولم يكن لمظفر الدين تلك القوة فصارت كلمة الجميع متفقة عليه وأيديهم سواء في حربه ومجاهدته. وانضاف إلى ذلك سوء السيرة في الرعية والإقدام على سفك الدماء. ولما [١٦٤ ا] ملك (٣) خلاط بذل سيفه فيها، وفعل أكثر مما تفعله الكفرة، وأساء إلى صاحب الألموت، وأطرح جانبه، وقصد بلاده في سنة أربع وعشرين وستمائة، فقتل (٤) الإسماعيلية أميرا من أمرائه كان مقطعا من قبله كنجة (٥)، فغضب لذلك جلال الدين ونهب بلاد الإسماعيلية نهبا شنيعا، وخرب ضياعهم، وقتل أهلها، وسبى الحريم، واسترق الأولاد، وعمل فيهم الأعمال الفظيعة.

ولما وصلت رسل الإسماعيلية في هذه السنة - أعنى سنة ثمان وعشرين وستمائة - إلى التتر يحرضونهم على قصد جلال الدين (٦)، قصدت طائفة منهم


(١) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة م ومثبت في س.
(٢) في نسخة م «فعادى» والصيغة المثبتة من س.
(٣) في نسخة س «فتح» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(٤) في نسخة م «لقتل» وهو تصحيف والصيغة المثبتة من نسخة س.
(٥) كان اسم هذا الأمير أورخان وقد اغتاله الإسماعيلية لإغارته على بعض معاقلهم انظر:
Lewis, The Assassins. P. ٨٤ .
(٦) عن العلاقات الودية بين الإسماعيلية والمغول أعداء الخوارزمية، انظر:
Lewis, op. cit, P. ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>