للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عزم على أن يقصد بلاد ديار بكر والجزيرة، ويقصد بعد ذلك الخليفة [المستنصر بالله ملتجئا إليه، ومستنجدا به وبملوك المسلمين على التتر، ويطلب منهم المساعدة على دفعهم، ويحذرهم عاقبة (١) إهمالهم].

ولما وصل إلى خلاط، وبلغه أن التتر في طلبه، سار إلى آمد وبها صاحبها الملك المسعود بن الملك الصالح محمود بن محمد الأرتقى [فنزل بالقرب منها، وجعل له اليزك (٢) في عدة مواضع خوفا من كبس التتر له. والذى خافه وقع فيه فإن التتر كبسوه ليلا (٣)]. فلم يشعر إلا والتتر قد خالطوا معسكره.

فذكر لى أنه كان له حظية يحبها فخرج من خيمته وأركبها فرسا؛ وسلمها إلى بعض أصحابه، وأمره أن يذهب بها إلى موضع يأمن عليها فيه.

ثم ركب جلال الدين ومعه نفر يسير من أصحابه وولوا منهزمين. ونهب التتر المعسكر، وقتلوا من ظفروا به من العسكر، والباقون ولوا منهزمين يمينا وشمالا، وتمزقوا كل ممزق (٤).


(١) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م؛ انظر أيضا ابن الأثير، الكامل، ج ١٢ ص ٤٩٨.
(٢) اليزك معناه طلائع الجيش انظر ما سبق، ابن واصل، ج ٢ ص ٣٨ حاشيه ٣.
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في م وذكر النسوى - الذى كان ملازما لجلال الدين منكبرتى حتى آخر أيامه وكان موضعا لثقته يشاوره في كل أمر، ويعهد إليه بكل ما هو خطير من أمور دولته - أن التجاء جلال الدين إلى آمد «مثل الغريق يتعلق بما تصل إليه يده، وقد قصر عن السباحه وكده، وشرب تلك الليلة فسكر، فناله من سكرة خماره دوار الرأس وقطع الأنفاس، فلا صحو إلا إذا نفخ في الصور وبعثر ما في القبور» انظر سيرة السلطان جلال الدين منكبرتى، ص ٣٧٧ - ٣٧٨.
(٤) ذكر النسوى أيضا - وكان ملازما للسلطان جلال الدين - أنه هرب فقال: «وكنت قد سهرت تلك الليلة للكتابة فغلبنى النوم في أخرياتها، فلم أشعر إلا بالغلام ينبهنى ويقول: قم فقد قامت القيامة، فلبست سريعا، وخرجت هريعا، وتركت في المنزلة ما ملكته جميعا» انظر سيرة السلطان جلال الدين، ص ٣٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>