للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم تزل هيبة التتر في القلوب عظيمة إلى أن كسرهم الملك المظفر سيف الدين قطز [صاحب الديار المصرية بعين جالوت - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه جنات النعيم -؛ ثم كسروا ثانية بحمص على يد الملك الأشرف صاحب حمص ابن الملك المنصور، وعلى يد الملك المنصور صاحب حماة ابن الملك المظفر تقى الدين؛ ثم كسرهم الملك الظاهر ركن الدين بيبرس صاحب الديار المصرية على الفرات وهى الكسرة الثالثة، ثم كسروا رابعة على يده ببلاد الروم. ثم كسرهم الملك المنصور سيف الدين قلاون صاحب الديار المصرية والشام - بتأييد من الله - على مدينة حمص وهى الكسرة الخامسة التي لم يتقدمها مثلها. ونحن نرجوا من الله تعالى استئصالهم، وقلع شأفتهم قريبا غير بعيد إن شاء الله تعالى (١)].

ولما هلك جلال الدين [بن علاء الدين خوارزم شاه (٢)] تمكنت التتر الملاعين من البلاد، واستولوا على بلاد أذربيجان وأرّان وعراق العجم، وكرمان وغيرها. ونازلوا أصفهان، وكانت قد سلمت منهم [إلى هذه الغاية (٣)]، وفيها جمع عظيم من العجم، فوقع بين أهلها خلف فتمكنت التتر منهم بسبب ذلك، وملكوها وملكوا بقية البلاد. وساقت التتر بعد كسرهم جلال الدين في هذه السنة إلى الفرات، وهذه أول سنة وصلوا فيها إلى الفرات، ونهبوا ما وجدوه في طريقهم وأحرقوا وقتلوا، واضطرب الشام بسبب وصولهم [١٦٦ ا] إلى الفرات اضطرابا شديدا.


(١) ما بين الحاصرتين من نسخة س وورد مختصرا في نسخة م.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.

<<  <  ج: ص:  >  >>