للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جارية، وبساتين كثيرة، والطريق إليه ضيق، فقاتلتهم القريشية (١) ومنعوهم منه، فامتنعوا عليهم، وقتل منهم كثير، فعاد التتر ولم يبلغوا منهم غرضا.

ثم ساروا في البلاد يقتلون ويخربون فلا يمنعهم مانع، ولا يقف بين أيديهم أحد. ثم ساروا إلى ماردين فنهبوا ما وجدوا في بلدها، واحتمى الملك المنصور ناصر الدين الأرتقى صاحبها ومن معه وأهل دنيسر بقلعة ماردين.

ثم وصلوا نصيبين فأقاموا عليها بعض نهار، ونهبوا سوادها، وقتلوا من ظفروا به، وغلقت أبوابها فعادوا عنها ومضوا إلى سنجار، ووصلوا إلى الجبال وبلد سنجار فنهبوها، ثم دخلوا الخابور، فوصلوا إلى عرابان (٢) فنهبوا وقتلوا وعادوا. ومضت طائفة إلى طريق الموصل، فوصلوا إلى المؤنسة (٣) - وهى قرية بين الموصل ونصيبين - فنهبوها واحتمى أهلها وغيرهم بخان فيها فدخلوه وقتلوا كل من فيه.

وحكى رجل منهم (٤) قال: اختفيت منهم في بيت فيه تبن فلم يظفروا بى، وكنت أراهم من منفذ من البيت، وكانوا إذا أرادوا قتل إنسان، فيقول (٥):

«لا بالله»، فيقتلونه. فلما فرغوا من القوم (٦)، ونهبوا الذى نهبوا، وسبوا الحريم


(١) في المخطوطة القرشية والصيغة المثبتة من ابن الأثير.
(٢) عرابان او عربان بليدة بالخابور من أرض الجزيرة، أنظر ياقوت (معجم البلدان).
(٣) في المتن «المونسته» وهو تصحيف، والصيغة المثبتة من ابن الأثير (الكامل، ج ١٢ ص ٥٠٠) ومن ياقوت (معجم البلدان).
(٤) ذكر ابن الأثير (نفس المرجع والجزء والصفحة) «وحكى لى عن رجل منهم. . . . .».
(٥) في الأصل «يقول» والصيغة المثبتة من ابن الأثير.
(٦) كذا في الأصل وفى ابن الأثير: «القرية».

<<  <  ج: ص:  >  >>