للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

داود بن الملك المعظم إلى الكرك. والتقيته بموضع يقال له العلفدان بالقرب من زيزا (١) من أعمال البلقاء. وتصدق وأحسن إلىّ وقرّر لى ما كان لوالدى، ولازمت خدمته والحضور في مجلسه في غالب الأوقات والاستفادة معه على الشيخ شمس الدين الخسرو شاهى في العلوم النظرية.

وفى شوّال من هذه السنة سافر الملك الناصر من الكرك إلى الديار المصرية، وفى صحبته الشيخ شمس الدين الخسرو شاهى و [فخر الدين (٢)] فخر القضاه بن بزاقه.

ولما وصل إلى الديار المصرية أنزله السلطان الملك الكامل في دار الوزارة (٣).

وأقام بالديار المصرية في خدمة عمه [الملك الكامل (٤)] إلى أن خرجت هذه السنة.

وفى هذه السنة توفى الشيخ سيف الدين على الآمدى (٥) - رحمه الله - وكان إمام وقته في الأصولين والمنطق وغير ذلك من العلوم العقلية والخلاف. وسافر إلى


(١) ورد في ياقوت (معجم البلدان) أن زيزاء من قرى البلقاء وأنها كانت قرية كبيرة في طريق الحاج «يقام بها لهم سوق وفيها بركة عظيمة» وذكر أبو الفدا (تقويم البلدان، ص ٢٤٧) أن مدينة عمان كانت شمالى بركة زيزا على نحو مرحلة منها.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٣) عن دار الوزارة التي أنشأها الأفضل بن بدر الجمالى وجعلت منزلا لضيافة الرسل منذ عصر السلطان الكامل انظر ما سبق، ابن واصل، ج ١ ص ١٦٤ حاشية ١.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(٥) هو أبو الحسن على بن أبى على محمد بن سالم التغلبى الفقيه الأصولى، ولد سنة ٥٥١ هـ‍ بآمد وأقام ببغداد، وكان في أول اشتغاله حنبلى المذهب ثم انتقل إلى مذهب الأمام الشافعى، وانتقل إلى الشام، واشتغل بفنون المعقول «ولم يكن في زمانه أحفظ منه لهذه العلوم». ثم انتقل إلى مصر ودرس بالمدرسة المجاورة لضريح الامام الشافعى وانتفع به الناس، وحسده جماعة من الفقهاء، ونسبوا إليه فساد العقيدة ومذهب الفلاسفة، فخرج الآمدى مستخفيا إلى الشام، واستوطن مدينة حماه، وصنف كتبا كثيرة في أصول الدين والفقه والمنطق والحكمة، وانتقل إلى دمشق حيث توفى سنة ٦٣١ هـ‍؛ انظر: ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج ١، ص ٣٢٩ - ٣٣٠، وانظر ما سبق ابن واصل؛ ج ٤ ص ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>