للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وترك الملك الأشرف وهو مريض مشرف على الموت، وقد وعده بولاية عهده وتزويج ابنته فكان ذلك سببا لحرمانه مملكة دمشق وبعض بلاد الشرق مضافا إلى ما في يده. ولو حصلت له دمشق مع قوته بالحصون التي بيده وموافقة الحلبيين وصاحب حمص، كان تعذر على الملك الكامل إزالة ذلك من يده، لكن إذا أراد الله تعالى شيئا هيأ أسبابه.

ولما (١) امتنع الملك الناصر [داود (٢)] من القدوم إلى الملك الأشرف وتوجه إلى مصر، ولى الملك الأشرف ولاية عهده لأخيه الملك الصالح [عماد الدين اسماعيل (٣)] ولم يكن بيده غير بصرى من أيام أبيه الملك العادل.

ولما (٤) توفى الملك الأشرف ركب الملك الصالح بالسناجق السلطانية واستولى على دمشق وبعلبك وما لدمشق من الأعمال إلى عقبة فيق. وسير ابنه الملك المنصور نور الدين محمود إلى الشرق ليتسلم - من نواب الملك الأشرف - سنجار ونصيبين والخابور (٥). وأرسل إلى الملك المجاهد أسد الدين شيركوه صاحب حمص، والملك المظفر صاحب حماة والحلبيين ليحلفوا (٦) له ويتفقوا معه على القاعدة المتقررة التي كانت بينهم وبين الملك الأشرف.


(١) في نسخة س «قال ولما».
(٢) ما بين الحاصرتين مذكور في الهامش.
(٣) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٤) في نسخة س «قال ولما».
(٥) ورد في ياقوت (معجم البلدان) أن الخابور اسم لنهر كبير بين رأس عين والفرات من أرض الجزيرة، وتقع على النهر بلدان جمة «غلب عليها اسمه فنسبت إليه» ولعل البلد الوارد بالمتن هنا أحدها، انظر أيضا البغدادى، مراصد الاطلاع، ج ١، ص ٤٤٤؛ المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٢٥٦ حاشية (٤).
(٦) انظر المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٢٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>