للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بقلعة عجلون نائب الملك الأشرف، فكاتبه الملك الناصر داود في تسليمها إليه على مال شرطه له، فسلّمها إليه فتسلمها نوابه. ولم ينكر الملك الكامل ذلك وأقره عليها.

ولما قرب الملك الكامل إلى دمشق دخل (١) إليها الأمير عز الدين أيبك المعظمى صاحب صرخد معاضدا للملك الصالح، وجاءت إلى دمشق نجدة حمص ونجدة حلب مقدمها ناصح الدين الفارسى. ووصل الملك الكامل ومعه الملك الناصر ونازلوا دمشق. وكان الملك الصالح قد استعد للحصار وهيأ أسبابه، فضايق الملك الكامل دمشق، وزحف إليها الملك الناصر داود من جهة العقيبة وباب توما، ووصل إلى قرب الأسوار، وكاد يملك البلد في ذلك اليوم. فلم يعجب الملك الكامل ذلك، وسيّر إليه من ردّه عن الزحف فرجع. وخرج الغد من يوم الزحف الملك الصالح عماد الدين إسماعيل بالحراقة والنفاطين فأحرق العقيبة وما فيها من الخانات والأسواق والدور حتى جعلها قاعا صفصفا (٢).

وبعث الملك المجاهد أسد الدين [صاحب حمص (٣)] جماعة من الرجّالة يزيدون على خمسين رجلا نجدة لدمشق، فظفر بهم السلطان الملك الكامل فأمر بشنقهم جميعهم فشنقوا بين البساتين، ولم تكن هذه عادته وإنما كان محرجا (٤) على صاحب حمص.


(١) في المتن «ودخل».
(٢) عن حريق العقيبة وخرابها انظر، ابن أيبك، الدر المطلوب، ص ٣٢٤؛ سبط ابن الجوزى، مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٧٤؛ المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٢٥٧.
(٣) ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٤) أي غاضبا على صاحب حمص، محرجا من الحرج وهو ضيق الصدر، انظر ابن منظور، لسان العرب ج ٣، ص ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>