للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى مرض واشتد مرضه. وكان [سبب (١)] مرضه على ما حكى لى [الرشيد أبو حليقة (٢)] طبيبه، أنه أصابه [زكام فدخل الحمام في ابتدائه، فصب ماء شديد الحرارة على رأسه، وعمل ذلك اتباعا لقول محمد بن زكريا الرازى في كتاب سماه «طب ساعة (٣)» ذكر فيه أن من أصابه زكام فصبّ على رأسه ماء شديد الحرارة انحلّ زكامه لوقته. وهذا وأمثاله مما يوجد في الكتب لا ينبغى أن يعمل به على الطبيعة. قال: فانصب من دماغه مادة مادة إلى فم معدته فتورمت، وعرضت له حمىّ شديدة. وأراد القىء فنهاه الأطباء عنه، وقالوا: «إن فعل هذا هلك في الوقت»، فخالفهم وتقيأ فهلك لوقته.

وحكى لى رضى الدين بن الحكيم موفق الدين إبراهيم - الذى كنا قدمنا ذكره في خبر وفاة الملك الأشرف (٤) - قال: أن الملك الكامل عرضت له خوانيق (٥) وأنها انقطعت (٦) وتقيأ دما كثيرا ومدة (٧)، وأراد القىء فشاور الأطباء، فمنهم من أشار به.

فقال له الحكيم موفق الدين إبراهيم المذكور لا يفعل، وأنكر على من أشار بالقىء، فخالفه وتقيا، فانصبت بقية من المادة إلى قصبة الرئة وسدتها، فمات رحمه الله (٨)].


(١) ما بين الحاصرتين ساقط من س ومثبت في ب.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة س ومثبت في ب، وهو الطبيب رشيد الدين أبو حليقة ابن الفارس بن أبى سليمان داود، انظر ابن أبى أصيبعة (عيون الأنباء، ج ٢، ص ١٢١).
(٣) ورد عنوان هذا الكتاب بصيغته المثبتة في نسختى المخطوطة وكذلك في ابن تغرى بردى (النجوم الزاهرة، ج ٦، ص ٢٣٧) الذى نقل عن ابن واصل. ولم نعثر على عنوان هذا الكتاب في المصادر المتداولة.
(٤) انظر ما سبق، ص ١٣٧ - ١٣٨
(٥) هو المرض المسمى بالذبجة، ومن أنواعه الذبحة الصدرية، انظر المقريزى، السلوك، ج ١ ص ٥٥ حاشية ٨.
(٦) الكلمة غير واضحة بالمتن ولعل الصيغة المثبتة هى المقصودة.
(٧) المدة: بالكسر ما يجتمع في الجرح من القيح، انظر ابن منظور (لسان العرب، ج ٤، ص ٤٠٥).
(٨) ما بين الحاصرتين من نسخة ب وورد في كثير من الاختصار في نسخة س، وذكر ابن أيبك الدوادارى (الدر المطلوب، ص ٣٢٦) أن السلطان الكامل «كان قد مرض مدة عشرين يوما بالإسهال والسعال، ونقرس كان في رجليه».

<<  <  ج: ص:  >  >>