للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصل كمال الدين بن العديم إلى بلاد الروم، واجتمع بالسلطان غياث الدين بالكيقباذية (١) وهى على باب قيسارية وذلك يوم الثلاثاء لأربع عشرة (٢) ليلة بقيت من شوّال من هذه السنة. ووقعت الإجابة إلى عقد العقد، وكان الوكيل من جهة غياث الدين كمال الدين كاميار. ولما تم أمر الإجابة دخل الصاحب كمال الدين بن العديم وكمال الدين كاميار إلى قيسارية الروم (٣). وأحضر قاضى البلد والشهود، فقبل العقد كاميار من جهة غياث الدين، وقبل العقد عن الملك الناصر كمال الدين بن العديم، ومبلغ الصداق خمسون ألف دينار مصرية نظير صداق غياث الدين على أخت الملك الناصر (٤). وأحضر في ذلك اليوم من التجمل وآلات الذهب والفضة ما لا يمكن وصفه. ونثر من الدنانير الواصلة مع الصاحب كمال الدين بن العديم ألف دينار (٥). ونثر في دار السلطان من الدنانير والدراهم والثياب شىء كثير.

وعاد كمال الدين إلى حلب بعد إنجاز هذا الأمر.

وسيّر السلطان غياث الدين رسولا إلى حلب وهو الأمير قمر الدين الخادم، ويعرف بملك الأرمن، وعلى يده توقيع من غياث الدين للسلطان الملك الناصر بالرها وسروج، وهما من بلاد السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل. وكان قد اتفق الأمر مع الملك المظفر شهاب الدين غازى بن الملك


(١) في المتن «باللعادنا» ولعل الصيغة المثبتة هى الصحيحة من ابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٤٠).
(٢) في المتن «عشر».
(٣) هناك مدينة أخرى على ساحل بحر الشام كانت تحمل نفس الاسم، انظر ياقوت (معجم البلدان).
(٤) ذكر ابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٤٠): «وعقدت العقد مع كاميار على خمسين ألف دينار سلطانية، مثل صداق كيخسرو الذى كتب عليه لأخت السلطان الملك الناصر».
(٥) قال ابن العديم (نفس المصدر والجزء والصفحة): «ونثرت الدنانير الواصلة صحبتى وكانت ألف دينار».

<<  <  ج: ص:  >  >>