للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك الصالح أسيرا، ويتملك البلاد الشرقية بأسرها. وكان القاضى بسنجار بدر الدين يوسف بن الحسن الزرزارى متقدما في الدولة الأشرفية، ثم بعد موت الملك الأشرف تقدّم عند الملك الصالح نجم الدين أيوب. وكان رئيسا في نفسه، كريما ذا همّة عالية، خبيرا بأمور الملوك. وكان لما ملك الملك الأشرف دمشق ولاه قضاء بعلبك. وكان كثير التجمل جدا، كثير البر والمعروف، وله المماليك والغلمان والحاشية التي لا تكون مثلهم إلا لأكبر أمير من الأمراء. فأرسله الملك الصالح - وهو محصور بسنجار - إلى الخّوارزمية ليصلح بينهم وبينه، ويستدعيهم لنصرته. ووعدهم بالوعود الجميلة. فخرج من البلد سرّا بحيث لا يشعر به المحاصرون للبلد، ومضى إلى الخوارزمية، فاستمالهم وطيب قلوبهم، ووعدهم الوعود الجميلة بعد أن كانوا قد اتفقوا مع صاحب ماردين، وقصدوا بلاد الملك الصالح نجم الدين أيوب، واستولوا على الأعمال، ونازلوا حرّان وأجفل أهلها.

وكان الملك الصالح قد ترك ولده الملك المغيث فتح الدين عمر بقلعة حرّان فخاف من الخوارزمية، فسار مختفيا، وتبعه الخوارزمية ونهبوه ومن معه.

وانفلت في شرذمة قليلة من أصحابه، ووصل إلى منبج مستجيرا بعمة أبيه الملك الصالح والدة الملك العزيز، فسيّرت إليه من ردّه عن الوصول إليها بوجه (١) لطيف، وقال الرسول [له (٢)]: «نخاف (٣) أن يطلبك منا غياث الدين سلطان الروم (٤)،


(١) نهاية الجزء الساقط من نسخة ب، انظر ما سبق، ص ١٨٤ حاشية ٦.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(٣) في نسخة ب «إنا نخاف» والصيغة المثبتة من نسخة س وكذلك من ابن العديم (زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٤٢).
(٤) في نسخة س «صاحب الروم»، والصيغة المثبتة من ب ومن ابن العديم.

<<  <  ج: ص:  >  >>