أما الأعلام وأسماء المواقع والبلدان فقد دأبت على التعريف بها في الحواشى ما استطعت إلى ذلك سبيلا مع الإشارة إلى المراجع التاريخية والجغرافية التي أفدت منها ليرجع إليها من يريد التثبت أو الاستزادة، وأما الفهارس الأبجدية التفصيلية فقد أرجأتها مؤقتا لتشمل الجزء الثانى وتنشر في نهايته.
(٩)
وبعد فهذا هو الجزء الأول من كتاب «مفرّج الكروب» وهذا هو منهجنا في نشره، قد بذلنا السنوات الطوال في دراسته وإعداده للنشر حتى كلّ منا البصر واحتجنا إلى علاجه، والله نسأل أن يهبنا القوّة والصحة لإكماله، وأن ييسر مواطنينا في مصر والشرق للافادة منه.
وكتاب له هذه المميزات كان حريا أن ينال حظا أوفر من عناية الباحثين والمؤرخين، وكان حريا أن ينشر بعضه أو كله منذ سنوات، ولكنا مع هذا نجده قد بقى مخطوطا إلى اليوم، وإنه لمما يبعث العجب حقا أن نجد جماعة العلماء الذين عنوا بنشر النصوص العربية الخاصة بالحروب الصليبية في مجموعة المؤرخين الصليبيين
Recueil des Historiens des Croisades
قد نشروا منتخبات من الكامل لابن الأثير، والروضتين لأبى شامة، وتاريخ حلب لابن العديم، والمختصر في أخبار البشر لأبى الفدا، وعقد الجمان للعينى. . . إلخ، ومع هذا فقد أهملوا مفرّج الكروب لابن واصل إهمالا تاما.
وقد بدأ المستشرقون المعاصرون يدركون ما لهذا الكتاب من قيمة كبرى وما للتقصير في نشره حتى اليوم من أثر، وعبّر أحدهم وهو الأستاذ كلود كاهن (C .Cahen) عن هذا في كتابه القيم (سوريا الشمالية في عصر الحروب الصليبية
La Syrie du nord a l'Epoque de Croisades
فقال بعد الفراغ من حديثه عن مفرّج الكروب في فصل المراجع:
«وهو كتاب ذو قيمة كبيرة، وإلى هذا فهو ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزى مرجعنا الأساسى الذى أخذ عنه المؤرخون اللاحقون عند تأريخهم للدولة الأيوبية وقد كان يبدو أن تهيأ لمفرّج الكروب مكانة ممتازة عند المؤرخين المحدثين لكثرة ماله من ميزات جعلت الكثيرين يعتمدون عليه ويأخذون عنه، ولكن شيئا من هذا لم يحدث.