الدولة إقبال الخاتونى وذلك في جمادى الآخرة. وساروا وخيموا في رأس عين، فتجمعت الخوارزمية، وانضووا إلى الملك السعيد نجم الدين غازى صاحب ماردين، واحتموا بالجبل. ووصل عسكر حلب ونزل قبالتهم [٣٩ ب] تحت الجبل، وخندقوا حولهم، وجرت بينهم وقعات.
وتضرر عسكر حلب بالمقام لقلة العلوفة، إلى أن ورد الأمير شمس الدين الأصفهانى، نائب المملكة ببلاد الروم، رسولا من السلطان غياث الدين إلى الملك المظفر شهاب الدين غازى، وإلى الملك السعيد نجم الدين صاحب ماردين، وإلى الخوارزمية. وأصلح بينهم على أن يعطى الملك السعيد رأس عين، ويعطى الخوارزمية خرتبرت وشىء من البلاد، والملك المظفر [غازى (١)] خلاط وبلادها.
وكان السبب الذى دعا غياث الدين إلى هذه المراسلة ما سنذكره من خروج التتر. فلم يتم للخوارزمية والملك المظفر ما ارضوا به لما سنذكر من كسر التتر لغياث الدين. وحصل الملك السعيد صاحب ماردين على رأس عين.
ورحلت العساكر الحلبية ومعهم شمس الدين الأصفهانى نائب الروم إلى حلب.
فدخلوها في شوال من هذه السنة. وورد مع نائب الروم أموال عظيمة يستخدم بها العساكر للقاء التتر. وطلب شمس الدين الأصفهانى النائب من الملك الناصر صاحب حلب نجدة إليه، ليلقى بهم التتر. فسيرت إليه نجدة مقدمها الأمير ناصح الدين الفارسى، وكان ذلك في ذى الحجة من هذه السنة.
(١) ما بين الحاصرتين للتوضيح من ابن العديم، زبدة الحلب، ج ٣، ص ٢٦٧.