للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقصد دار الوزارة (١) فنزلها، واستقر في الأمر، ولم يبق له منازع ولا مناوئ وكتب له منشور بالإنشاء الفاضلى أوله:

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: من عبد الله ووليّه [عبد الله (٢)] أبى محمد الإمام العاضد لدين الله أمير المؤمنين إلى السيد الأجل الملك المنصور سلطان الجيوش ولى الأئمة، مجير الأمة، أسد الدين، كافل قضاة المسلمين، وهادى دعاة المؤمنين، أبى الحرث شيركوه - العاضدى - عضّد الله به الدين، وأمتع بطول بقائه أمير المؤمنين، وأدام قدرته، وأعلى كلمته: سلام عليك، فإنه يحمد (٣) إليك الله الذى لا إله إلا هو، ويسأله (٣) أن يصلى على محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين [صلى الله عليه (٢)] وعلى آله الطاهرين، والأئمة المهديين، وسلّم تسليما [كثيرا (٢)]».

ثم مضمون بقية (٤) المنشور تفويض أمور الخلافة إليه، والقيام بأعباء حفظها، والذبّ عنها، والتوصية بتقوى الله تعالى، والعمل بفرائضه، والانتهاء عن مناهيه، وإلى غير ذلك من الوصايا، أعرضنا عن ذكرها لطولها.


(١) ذكر المقريزى، الخطط، ج ٢، ص ٣٠١ - ٣٠٤) أن هذه الدار أنشأها الأفضل شاهنشاه بن بدر الجمالى، ولهذا كان يقال لها أيضا الدار الأفضلية، وكانت تقوم بجوار القصر الكبير الشرقى تجاه رحبة باب العيد، وما زال وزراء الفاطميين أرباب السيوف من عهد الأفضل يسكنون بدار الوزارة إلى أن زالت الدولة فاستقر بها الملك الناصر صلاح الدين ثم من تلاه من ملوك الأيوبيين وصاروا يسمونها الدار السلطانية، وأول من انتقل عنها وسكن بالقلعة الملك الكامل محمد، وجعلت منذ ذلك الحين منزلا لضيافة الرسل.
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة عن: (صبح الأعشى ج ١٠، ص ٨٠).
(٣) في س (٢٩ ا): «فانى أحمد»، «نسأله».
(٤) ورد نص هذا المنشور كاملا في: (صبح الأعشى، ج ١٠، ص ٨٠ - ٩٠) فراجعه هناك، وانظر أيضا نفس المرجع، ص ٦؛ (ابن الحنبلى: شفاء القلوب، ص ١٨ - ١٠ ا).

<<  <  ج: ص:  >  >>