للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك الصالح وهو محصور بسنجار، فاعتقدوا أنهم لما فعلوا ما فعلوا معه في هاتين المرتين أنهم قد استحقوا أن يقاسمهم البلاد، ويمكنهم من الاستيلاء على أكثرها، وأنه يكون لهم أخباز عظيمة بالديار المصرية.

فلما لم يحصلوا منه على ذلك ولم يمكنهم من الوصول إليه إلى مصر، وخرج معين الدين في عساكر مصر، وتحكم في البلاد، ولم يعطهم منها شيئا، نفرت نياتهم وفسدت، واتفقت كلمتهم على الخروج عليه.

وكان بغزة الأمير ركن الدين بيبرس الصالحى وهو أكبر أمرائه، وهو الذى كان معتقلا معه بالكرك، ومعه بغزة عسكر، فكاتبته الخوارزمية في أن يتفقوا معه، ويكون هم وهويدا واحدة، ويزوجوه إمرأة منهم. فأصغى إليهم فيما قيل، وعزم على الخروج عن الطاعة. واستمالوا الملك الناصر داود بن الملك المعظم إليهم فمال اليهم، واتفق معهم، ونزل اليهم واجتمع بهم وتزوج منهم، إلا انه رجع إلى الكرك ولم يقم معهم.

وكان الأمير حسام الدين أبو على بن محمد بن أبى على بدمشق واليا بها، من قبل الملك الصالح، كما قدمنا ذكره فبقى هو بها، والطواشى شهاب [٥١ ب] الدين رشيد الكبير في القلعة واليا الحل والعقد بها، ويجتمعان كل يوم ويتفقان على مصالح الدولة.

ولما جرى ما ذكرنا من اتفاق الملك الناصر [داود صاحب الكرك (١)] مع الخوارزمية، بعث الملك الناصر ولاته إلى نابلس والقدس والخليل وبيت جبريل والأغوار، واستولى على ذلك كله.


(١) ما بين الحاصرتين للتوضيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>