للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حلب، [وبين الخوارزمية (١)] على القصب (٢) وهى منزلة قبلى حمص على مرحلة منها، فانهزمت الخوارزمية هزيمة قبيحة تبدد بها شملهم (٣)، وانقطع دابرهم، فلم تقم لهم بعدها قائمة. وقتل مقدمهم حسام الدين بركة خان، قتله مملوك من مماليك الأمير سعد الدين بن الدريوش أحد أمراء حلب [الكبار (٤)]. وكفى الله الناس شرهم، فإن البلاد كانت منهم في بلاء عظيم من النهب والسبى وسفك الدماء، وانتهاك الحرمات. ومضت جماعة منهم إلى التتر، واتصلوا بهم وخدموهم، منهم (٥) كشلو خان [وغيره (٦)]، وجماعة خدموا بمصر، وجماعة خدموا بالشام. وحمل رأس [حسام الدين (٧)] بركة خان إلى حلب فنصب (٨) بباب قلعتها.

ووردت البشائر بذلك إلى الديار المصرية، فزينت المدينتان القاهرة ومصر، والقلعتان قلعة الجبل وقلعة الجزيرة. وصلح ما بين الملك المنصور إبراهيم صاحب حمص، والسلطان الملك الصالح (٩)، وحصل بينهما التصافى والتواد (١٠). وكذلك


(١) في نسخة س «الخوارزمية» والصيغة المثبتة من ب.
(٢) ذكر ابن أيبك (الدر المطلوب، ص ٣٥٨) أن الوقعة كانت «على بحيرة حمص»، وفى العينى (عقد الجمان، حوادث ٦٤٤) «على عيون القصب» والصيغة المثبتة في نسختى المخطوطة وكذلك في أبى الفدا (المختصر، ج ٣، ص ١٧٥).
(٣) في نسخة س «فاقتتلوا قتالا شديدا، فوقعت الكسرة على الخوارزمية فانهزمت أقبح هزيمة وتبدد شملهم» والصيغة المثبتة من ب.
(٤) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٥) في نسخة س «مثل» والصيغة المثبتة من ب.
(٦) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٧) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٨) في نسخة س «وعلق فنصب» والصيغة المثبتة من نسخة ب وكذلك من العينى (عقد الجمان، حوادث سنة ٦٤٤).
(٩) في نسخة س «والملك الصالح نجم الدين أيوب» والصيغة المثبتة من ب.
(١٠) في نسخة س «والوداد» والصيغة المثبتة من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>