للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم -[أحسن] (١) أسوة، [ولمن بقى بقربنا سلوة] (١) و {تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً، وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (٢).

وهذا آخر منشور كتب عنهم، وانقرض أمرهم، وانفصمت عرى دولتهم.

وفى هذا التاريخ ابتداء الدولة الأيوبية، وأخذت الدولة المصرية في الوهن والضعف والانحطاط إلى أن انقرضت بالكلية بعد سنتين على ما سنذكره - إن شاء الله تعالى -

ورثى عماد الدين الكاتب أسد الدين - رحمه الله - بقصيدة عزى بها أخاه نجم الدين [١٠٦] أيوب وولده الأمير ناصر الدين محمد بن شيركوه، وهنأهما بملك الملك الناصر صلاح الدين الديار المصرية:

ما بعد يومك للمعنى المدنف ... غير العويل وحسرة المتأسّف

ما أجرأ الحدثان! كيف عدا (٣) على الأ ... سد المخوف سطا، ولم يتوقّف

من ثابت دون الكماة سواه؟ إن ... زلّت بهم أقدامهم في الموقف

من ذا رأى الأسد الهصور فريسة ... أم أبصر الصبح المنير وقد خفى؟

ما كان أسنى البدر لو لم يستتر! ... ما كان أبهى الشمس لو لم تكسف!

أيام عمرك لم تزل مقسومة ... لله: بين تعبّدّ وتعرّف

متهجدا لعبادة، أو تاليا ... من آية، أو ناظرا في المصحف

فجع الندا والبأس منك بحاتم ... وبحيدر، والعلم منك بأحنف

بالملك فزت، وحزته عن قدرة، ... ومضيت عنه بسيرة المتعفّف

ووصفت يا أسدا لدين محمد ... مدحا بما ملك به لم يوصف


(١) أضيف ما بين الحاصرتين بعد مراجعة المرجعين السابقين.
(٢) السورة ٢٨ (القصص)، الآية ٨٣ ك.
(٣) في: (الروضتين، ج ١، ص ١٦٢) «سطا».

<<  <  ج: ص:  >  >>