للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما وصلت الهدية والرسول إلى نور الدين استقلّ الهدية واستنزرها، ولم تقع منه بموقع، ولكنه أظهر شكر صلاح الدين، ووصف فضيلته، وقال: «ما كان بنا حاجة إلى هذا المال، وهو يعلم أنا ما أنفقنا الذهب في ملك مصر وبنا فقر إلى هذا الذهب، وما لهذا المحمول في مقابلة ما جدنا به مقدار، [وتمثل بقول أبى تمام (١)]:

لم ينفق الذهب المربى بكثرته ... على الحصا وبه فقر إلى الذّهب

لكنه يعلم أن ثغور الشام مفتقرة إلى وفور العدد من الجند، وقد عمّ البلاء بالفرنج، فينبغى أن تقع المساعدة والمعاونة بالأمداد»، ثم أخذ يفكر فيما يفعله من هذا المهم.

[١٣٧] قال عماد الدين الكاتب في البرق: «وصلت الحمارة، وكثرت لها النظّارة، والفيل وصل إلينا [في سنة تسع وستين (٢)] ونحن بحلب في الميدان الأخضر، فأهداه نور الدين إلى ابن أخيه سيف الدين غازى بن مودود - صاحب الموصل - مع شىء من الثياب والعود والعنبر، فسيّره سيف الدين إلى الخليفة مع تحف وهدايا (٣)؛ وسيّر نور الدين الحمارة العتّابيّة إلى الخليفة مع هدايا وتحف سنية (٤)».

وفى هذه السنة أغار العدو على الجولان (٥) ونزلوا سمسكين (٦)، وبلغ ذلك


(١) أضفنا ما بين الحاصرتين عن: (الروضتين، ج ١، ص ٢٠٦) وذلك للايضاح.
(٢) أضفنا ما بين الحاصرتين عن: (الروضتين، نفس الجزء والصفحة).
(٣) في س (٣٩ ب): «مع هدايا وتحف سنية».
(٤) في س: «مع هدايا عظيمة».
(٥) في س (٣٩ ب): «الحولان»؛ والجولان قرية. وقيل جبل، من نواحى دمشق، ثم من عمل حوران؛ (ياقوت، معجم البلدان).
(٦) كذا في الأصل، وفى س، وفى (الروضتين)، وفى: (ياقوت: معجم البلدان): «سمكين ناحية من أعمال دمشق من جهة حوران».

<<  <  ج: ص:  >  >>