للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بها خارجى يقال له عبد النبى، واسمه فيما ذكر أبو الحسن عمارة: «على بن مهدى (١)»، [و] قد ملك زبيد، وقطع الخطبة العباسية، وخطب لنفسه، فاستأذن صلاح الدين نور الدين في أن يسيّر عسكرا إلى اليمن ويفتتحها، فأذن له في ذلك.

وكان بمصر عمارة بن على اليمنى - المقدم ذكره - فحسّن للملك المعظم قصد اليمن، ووصف بلادها له، وعظّمها في عينه، فزاده ذلك رغبة فيها، فشرع يتجهز ويعدّ (٢) الروايا والسلاح، وغير ذلك من الآلات، وجنّد الأجناد، وجمع وحشد، وكان لعمارة مدائح في الملك المعظم، فمما امتدحه به، وحرّضه فيه على ملك اليمن قصيدته التي أولها:

العلم مذ كان محتاج (٣) إلى العلم ... وشفرة السيف تستغنى عن القلم


= هذا وقد انفرد مؤرخ يمنى آخر (بامخرمة: تاريخ ثغر عدن، ج ١، ص ١٢٧ - ١٢٨) بذكر سبب هام من أسباب الفتح الأيوبى لليمن، وخلاصته أن بعض أمراء اليمن استغاثوا بالخليفة العباسى من اعتداءات عبد النبى بن مهدى؛ قال: «خرج (عبد النبى بن على بن مهدى صاحب زبيد) في أصحابه إلى جهة أبين، فحرق أبين، وقتل أهلها، وذلك في سنة ٥٥٩، ثم رجع إلى زبيد؛ ثم خرج في سنة ٥٦١ في عسكر جرار نحو المخلاف السليمانى، فقاتلهم قتالا شديدا، وقتل منهم طائفة غالبهم من الأشراف، وفى جملة من قتله وهّاس بن غانم بن يحيى ابن حمزة بن وهاس السليمانى - أحد أمراء الأشراف وسادتهم -،. . . ويقال إنه لما قتل الشريف وهاس خرج أحد أخوته إلى بغداد مستنصرا بالخليفة على عبد النبى بن مهدى، فيقال إن الخليفة كتب له إلى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بأن يجرد في نصرته عسكرا لقتال ابن مهدى، فجرد الملك الناصر أخاه شمس الدولة توران شاه بن أيوب، وأن ذلك كان سبب دخول الغز اليمن. . إلخ».
(١) المهديون أسرة حكمت زبيد بين سنتى (٥٥٤ - ٥٦٩ = ١١٥٩ - ١١٧٣)، وحكم من هذه الأسرة ثلاثة فقط: على بن مهدى، ومهدى بن على، وعبد النبى بن على - وهذا هو اسمه الصحيح - انظر: (St .Lane - Poole : Mohammadan Dynasties P. ٩٦).
(٢) س: «يعدل».
(٣) في الاصل: «محتاجا» والتصحيح عن س و (الروضتين، ج ١، ص ٢١٦) و (النكت العصرية، ص ٣٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>