للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا ابن تومرت قد كانت بدايته ... - كما يقول الورى - لحما على وضم

[١٤٣] والغيث وهو كما قد قيل أوّله ... قطر، ومنه خراب السّدّ بالعرم

والبدر يبدو هلالا ثم يكشف بال‍ ... أنوار ما سترته شملة الظّلم

تنمو قوى الشىء بالتدريج إن رزقت ... لظى (١) ويقوى شرار الزّند (٢) بالضّرم

حاسب ضميرك عن رأى (٣) أتاك وقل ... نصيحة وردت من غير متّهم

أقسمت ما أنت ممن جلّ همّته ... ما راق من نعم أو رقّ من نغم

وإنما أنت مرجوّ لواحدة ... بنى بها الدهر مجدا غير منهدم

كأنّنى بالليالى وهى هاتفة ... مذ صمّ سمع رجال دونها وعمى

وبالعلى كلّما لاقتك (٤) قائلة ... أهلا بمنشر آمالى من الرّمم

ثم سار الملك المعظم شمس الدولة من مصر مستهل رجب من هذه السنة فوصل إلى مكة (٥) - حرسها الله تعالى - ومنها إلى زبيد، فلما قرب منها قال عبد النبى


(١) في الأصل: «لطفا»، وما هنا عن: (النكت العصرية، ص ٣٥٤).
(٢) في الأصل: «النار» وما هنا عن (س) والنكت.
(٣) في الأصل: «أمر» وما هنا عن النكت والروضتين.
(٤) في الأصل: «لاقيك» وما هنا عن س والنكت العصرية. هذا والقصيدة أطول مما ورد هنا بكثير، والأبيات المكملة يوجد بعضها في: (عمارة: النكت العصرية، ص ٣٥٢ - ٣٥٥ و ٦١٩ - ٦٢٠) و (الروضتين، ج ١، ص ٢١٦ - ٢١٧).
(٥) أورد (سبط ابن الجوزى: مرآة الزمان، الجزء الثامن، القسم الأول، ص ٣٠٠ - ٣٠١) وصفا شائقا لما فعله توران شاه أثناء مقامه بمكة ولخطوات حملة اليمن بوجه عام، وقد آثرنا نقل هذا الوصف هنا لأهميته، ولأن راويه - سبط ابن الجوزى - يعتبر المؤرخ الثانى - بعد ابن واصل - المعاصر للأيوبيين، قال: وقفت على تاريخ بمصر، فرأيت أن شمس الدولة لما سار إلى اليمن، وكان أعيانها قد كتبوا إلى صلاح الدين يسألونه أن يبعث اليهم بعض أهله، فلما وصل شمس الدولة إلى مكة صعد صاحبها إلى أبى قبيس، فتحصن عليه بقلعة بناها، وأغلق باب الكعبة، وأخذ المفاتيح، فجاء شمس الدولة فطاف بالبيت، وصلى ركعتين، وصعد إلى باب الكعبة وقال: اللهم إن كنت تعلم أنى جئت إلى هذه البلاد لاصلاح العباد وتعهدها، =

<<  <  ج: ص:  >  >>