للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرة الصدقة، وكانت إذا حجت وجد عندها فقراء (١) الحاج صدقة دارة ومعروفا كثيرا

ولما أسر الملك المعظم عبد النبى بن محمد سلّمه إلى الأمير سيف الدولة مبارك ابن كامل بن منقذ (٢)، وأمره أن يستخرج منه الأموال، فأعطاه منها شيئا كثيرا؛ ثم إنه دلهم على قبر كان قد صنعه لوالده، وبنى عليه بنية عظيمة، وله هناك دنائن كثيرة، وأعلمهم بها، فاستخرجت الأموال من هناك، وكانت جليلة المقدار؛ وداتهم [زوجته (٣)] الحرة على ودائع لها، فأخذ منها مال كثير؛ ولما ملكت زبيد أقيمت بها [١٤٤] الخطبة العباسية.

ثم سار العسكر إلى عدن، وهى على البحر ولها مرسى عظيم، وهى فرضة الهند والزنج والحبشة وعمان وكرمان وكيش وفارس وغير ذلك، وهى منيعة جدا من جانب البحر والبر، وكان المتغلب عليها رجل يقال له ياسر، ولو (٤) امتنع بها لم يقدروا على أخذها (٤)، لكنه لحينه خرج إلى العسكر، فباشر قتالهم، فانهزم، وسبقه بعض عسكر الملك المعظم فدخلوا البلد قبل أهله، وملكوه، وأخذوا صاحبه ياسر أسيرا، وأرادوا نهب البلد فمنعهم الملك المعظم، وقال: «ما جئنا لنخرب البلاد، وإنما جئنا لنملكها ونعمرها وننتفع بدخلها».

ولما دخلوا عدن كان معهم عبد النبى [صاحب زبيد (٥)] مأسورا، فقال:


(١) في الأصل: «لفقرا» وما هنا عن س (٤٣ ا).
(٢) في س: (. . . بن كافل بن مسعد)، وما هنا هو الصحيح.
(٣) ما بين الحاصرتين عن س.
(٤) مقابل هذا في س: «وقد امتنع بها ولم يقدر أحد على أخذها منه»، وما في الأصل يقتضيه السياق فهو الصحيح.
(٥) ما بين الحاصرتين عن س (٤٣ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>