للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحكم بناها، وأخرج عليها الأموال [١٦٥] الجليلة، وبنى المدارس الجليلة للحنفية والشافعية، فمن ذلك:

المدرسة النورية (١) بدمشق التي فيها قبره (٢).

وكذلك بحلب (٣) ويحمص (٤)، وبحماة (٥) له مدرستان: إحداهما للحنفية، والأخرى للشافعية.

وبنى الجوامع في أكثر البلاد. فجامعه بالموصل (٦) في نهاية الحسن والاتقان.


(١) ذكر (النعيمى: الدارس في تاريخ المدارس، ج ١، ص ٦٠٦) هذه المدرسة باسم المدرسة النورية الكبرى تمييزا لها عن مدرسة أخرى أنشأها نور الدين كذلك في دمشق، وتعرف باسم المدرسة النورية الصغرى (ص ٦٤٨). وذكر النعيمى أن نور الدين بنى المدرسة الكبرى في سنة ٥٦٣ هـ‍ ثم عقب على ذلك بقوله: «وفيه نظر، إنما أنشأها ولده الملك الصالح إسماعيل، ثم نقله من القلعة بعد فراغها، ودفنه بها». وقال ناشر الكتاب الأستاذ جعفر الحسنى في تعليقاته إن هذه المدرسة لا تزال عامرة إلى يومنا، وهى في سوق الخياطين، وفيها ضريح نور الدين. انظر أيضا: (محمد كرد على: خطط الشام، ج ٦، ص ٩٧) و (Souvaget : Monuments Historiques de Damas . P. ٥٣) .
(٢) وصف (ابن جبير: الرحلة، ص ٢٨٤) مدرسة نور الدين وقبره وصفا طريفا، قال: «ومن أحسن مدارس الدنيا مدرسة نور الدين - رحمه الله -، وبها قبره - نوره الله - وهى قصر من القصور الأنيقة ينصب فيها الماء في شاذروان وسط نهر عظيم ثم يمتد الماء في ساقية مستطيلة إلى أن يقع في صهريج كبير وسط الدار، فتحار الأبصار في حسن ذلك المنظر، فكل من يبصره يجدد الدعاء لنور الدين - رحمه الله -».
(٣) كانت مدرسته في حلب تعرف كذلك باسم «النورية بناها سنة ٥٤٤ هـ‍ (كرد على: خطط الشام، ج ٦، ص ١٠٥) وأنظر أيضا: (ابن جبير: الرحلة، ص ٢٥٣).
(٤) ذكر (ابن جبير: الرحلة، ص ٢٥٨) أنه لم يكن بحمص أثناء زيارته لها غير مدرسة واحدة فلعلها هذه.
(٥) انظر (ابن جبير: الرحلة، ص ٢٥٧) و (كرد على. خطط الشام، ج ٦، ص ١٢٧).
(٦) قال (ابن جبير، ص ٢٣٥) عند كلامه عن الموصل: «وللمدينة جامعان، احدهما جديد، والآخر من عهد بنى أمية».

<<  <  ج: ص:  >  >>