للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن غيرك، وأنا أحتمل سيئاتكم مع عدم حسناتكم، أفلا تحتمل سيئة هذا إن صحت مع وجود حسنته؟ مع أننى والله لا أصدقك فيما تقول، وإن عدت ذكرته أو غيره بسوء (١) لأوذينك» فكفّ عن أذيته.

وبنى بدمشق دارا للحديث (٢)، وأوقف عليها وقوفا كثيرة؛ وهو أول من بنى دارا للحديث فيما سمعنا به.

وبنى في كثير من بلاده مكاتب للأيتام، [١٦٦] وأجرى عليهم وعلى معلميهم الجرايات الوافرة.

وبنى مساجد كثيرة، ووقف عليها وعلى من يقرأ [بها] (٣) القرآن [وقوفا جليلة] (٤).

وحكى ابن الأثير [في تاريخه الكامل] (٤): أنه أحصيت أوقاف نور الدين فكانت في كل شهر تسعة (٥) آلاف دينار صورية، ليس فيها غير ملك صحيح شرعى باطنا وظاهرا، وأنه وقف ما انتقل إليه [من إرث والده] (٦) أو وزن ثمنه، أو ما غلب عليه من بلاد الفرنج وصار سهمه.

(٧) وكان مع هذه الفضائل شديد الوقار، عظيم الهيبة، ضابطا لناموس الملك مع أصحابه وأجناده إلى غاية لا مزيد عليها.


(١) هذا اللفظ ساقط من س.
(٢) أنظر أخبار هذه الدار في (النعيمى: الدارس في تاريخ المدارس، ج ١، ص ٩٩ وما يليها).
(٣) ما بين الحاصرتين عن: (الروضتين، ج ١، ص ١٠)
(٤) ما بين الحاصرتين عن س (٥٦ ب)، وانظر أيضا: (ابن الأثير، الكامل، ج ١١، ص ١٥٢).
(٥) كذا في الأصل، وفى: (ابن الاثير، نفس الجزء والصفحة)، وفى (الروضتين ص ١٠)، أما س ففيها: «تسع عشر ألف دينار مصرية».
(٦) ما بين الحاصرتين عن س، ولا وجود له في ابن الاثير أو في الروضتين.
(٧) وردت أخبار هيبته ووقاره في الروضتين (ص ١٠) نقلا عن ابن الاثير، ولا وجود لها في الكامل.

<<  <  ج: ص:  >  >>