للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمال الدين ريحان - وهو من (١) أكبر الخدم -، والعدل شهاب الدين أبو صالح ابن العجمى أمين (٢) الأعمال، والشيخ إسماعيل خازن بيت المال؛ وتحالفوا على أن تكون أيديهم واحدة وأنهم لا يختلفون، وأن تقدمة العسكر للأمير شمس الدين محمد بن عبد الملك [بن] (٣) المقدم، وإليه المرجع في الأمور كلها.

وحلفوا للملك الصالح [إسماعيل] (٣)، واستحلفوا له الناس، وكاتبوا ولاة الأطراف بالحلف له (٤)، وإقامة الخطبة باسمه، واستتبت الأمور واستقرت له القواعد.

ثم تقدموا بإنشاء كتاب (٥) إلى الملك الناصر صلاح الدين - رحمه الله - في التعزية بنور الدين، وكان المنشىء له عماد الدين الكاتب، والترجمة بخط الملك الصالح ما صورته: " إسماعيل بن محمود "؛ وأوله:

" أطال الله بقاء سيدنا الملك الناصر، وعظّم أجرنا وأجره في والدنا الملك العادل، ندب (٦) الشام بل الإسلام حافظ ثغوره، وملاحظ أموره، [١٦٨] وعدم الجهاد مقتنى فضيلته، ومؤدى فريضته، ومحى سنته، وأورثنا بالاستحقاق ملكه وسريره، على أنه يعز أن يرى الزمان نظيره، وما هاهنا ما يشغل السر، ويقسم الفكر، إلا أمر الفرنج - خذلهم الله -؛ وما كان


(١) النص عند العماد - وهو الأصل المنقول عنه -: " وهو أكبر الخدم "؛ (الروضتين ج ١، ص ٢٣٠).
(٢) س " أمير "، وما هنا يتفق ونص العماد.
(٣) ما بين الحاصرتين عن ص.
(٤) س: " للأيمان ".
(٥) علم صلاح الدين بخبر موت نور الدين قبل أن يصله هذا الخطاب من أبنه، فأرسل في الحال خطابا بانشاء القاضى الفاضل يسأل عن صحة الخبر، ويصدر تعليماته إذا كان صحيحا، انظر نص هذا الخطاب في (الروضتين، ج ١، ص ٢٣٠).
(٦) س: " بدن " وما هنا يتفق ونص العماد (الروضتين، ج ١، ص ٢٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>