للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأعطيها، ثم أخذت منه، ثم بعث [سيف الدين] (١) إلى الرّقة من تسلمها، وكذلك سرّوج، [١٧٠] وكذلك جميع البلاد الجزيرية، سوى قلعة جعبر، فإنها كانت منيعة، وسوى رأس العين، فإنها كانت لقطب الدين صاحب ماردين - وهو ابن خال سيف الدين -، فلم يتعرض لها.

وكان بحلب الأمير شمس الدين على بن الداية - وهو (٢) من أكبر الأمراء النورية - في عساكر حلب، فلم يقدر على العبور إلى سيف الدين ليمنعه من أخذ البلاد لفالج كان به، فأرسل إلى دمشق يطلب الملك الصالح ليكون بحلب، فامتنع شمس الدين بن المقدّم وجماعة الأمراء من إرساله، خوفا أن يغلبهم عليه شمس الدين بن الداية، فإنه كان أكبر الأمراء النورية، وكان هو وأخوته بحلب، وأمرها إليهم، وعساكرها معهم في حياة نور الدين وبعده، وإنما قصد [ابن الداية] (١) من مجىء الملك الصالح إلى حلب ليمنع به البلاد الجزيرية من ابن عمه سيف الدين بن قطب الدين مودود.

ولما ملك سيف الدين البلاد الجزيرية قال له فخر الدين عبد المسيح - وكان قد وصل إليه من سيواس بعد موت نور الدين، وهو الذى أقرّ له الملك بعد أبيه قطب الدين كما تقدم ذكره، فظن أن سيف الدين يرعى له ذلك، فلم يجن ثمرة ما غرس، وكان عنده كبعض الأمراء -، فقال له:

" الرأى أن تعبر إلى الشام فليس به مانع ".

فقال له محمود - المعروف بزلقندار - (٣)

" قد ملكت أكثر ما كان لأبيك، والمصلحة أن تعود ".

فرجع إلى قوله وعاد إلى الموصل.


(١) ما بين الحاصرتين عن ابن الأثير.
(٢) نص (ابن الأثير، ج ١١، ص ١٥٣): " وهو أكبر ".
(٣) ص (٥٩ ب): " بركفندار ". وهكذا رسم الامم في الأصل المنقول عنه وهو (ابن الأثير)

<<  <  ج: ص:  >  >>