للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتفريطهم في البلاد، ويذلهم القطيعة للفرنج من غير أن يبدوا (١) عذرا في جهادهم، وقال:

«أنا أحق بتربية الملك الصالح رعاية (٢) لعهد والده، [١٧٦] ولو استمرت ولاية هؤلاء القوم تفرقت الكلمة وطمعت الكفار في البلاد».

ثم كاتب الأمير شمس الدين بن المقدم برسالة منها:

" إنا لا نؤثر للإسلام وأهله إلا ما جمع (٣) شملهم وألّف (٣) كلمتهم، وللبيت (٤) الأتابكى - أعلاه الله - إلا ما حفظ أصله وفرعه، أو دفع ضره وجلب نفعه، فالوفاء إنما يكون بعد الوفاة، والمحبة إنما يظهر أثرها عند تكاثر أطماع (٥) العداة، وبالجملة أنا في واد والظانون بنا ظن السوء في واد، ولنا من الصلاح مراد، ولمن يبعدنا عنه مراد " (٦)

ثم عزم السلطان على المسارعة إلى تلافى الأمر، فاعترضه أمران: وصول أسطول صقلية (٧) إلى الاسكندرية، والثانى نوبة الكنز (٧) المقدم ذكره، فلما كفى الله شرهما توجه إلى دمشق، فخرج إلى البركة (٨) في مستهل صفر من هذه


(١) في الأصل وفى س " يبلو "، وما هنا قراءة ترجيحية.
(٢) في الأصل وس: «دعاية».
(٣) س: «يجمع ويألف» وما هنا يتفق ونص (الروضتين، ج ١، ص ٢٣٤).
(٤) في الأصل، وفى س: «والبيت» وقد صححت بعد مراجعة الروضتين.
(٥) كذا في الأصل وفى الروضتين، وفى س: " عند تطامع العداة ".
(٦) الخطاب موجز هنا وفى س، وله في (الروضتين، ج ١، ص ٢٣٤) تتمة نصها: " ولا يقال لمن طلب الصلاح إنك قادح، ولمن ألقى السلاح إنك جارح ".
(٧) أنظر ما فات هنا ص ١١ - ١٧.
(٨) هى بركة الجب أو بركة الحجاج، وقد عرفها (المقريزى: الخطط، ج ٣، ص ٢٦٥ - ٢٦٧) بقوله: " هذه البركة في الجهة البحرية من القاهرة على نحو بريد منها، عرفت أو لا بجب عميرة، ثم قيل لها أرض الجب، وعرفت إلى اليوم ببركة الحجاج من أجل نزول حجاج البربها عند مسيرهم من القاهرة وعند عودهم. . . إلخ» وقد حدد (على مبارك: الخطط التوفيقية، ج ٩، ص ١٦) موقعها تحديدا أدق، قال: «بزكة الحاج: قرية موضوعة في الشمال الشرقى للقاهرة بنحو خمس ساعات، وفى غربى الترعة الاسماعيلية بنحو ستة آلاف متر، وفى جنوب الخانقاه كذلك، وفى شرقى قرية المرج نحو ثلاثة آلاف متر. . . إلخ».

<<  <  ج: ص:  >  >>