للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى سقى خيله هو وعسكره، واجتمعوا وتعبّوا للقتال، وذلك يوم الأربعاء التاسع من شوال من هذه السنة - أعنى سنة إحدى وسبعين وخمسمائة -

ثم وصل السلطان إلى تل السلطان العصر، وقد تعب هو وعسكره وعطشوا، فألقوا نفوسهم إلى الأرض ليس بهم حركة، فأشار على سيف الدين جماعة من أصحابه بقتالهم على هذا الحال، فقال بزلفندار:

" ما بنا حاجة إلى قتال هذا الخارجى هذه الساعة، غدا بكرة نأخذهم كلهم " فتركوا القتال إلى الغد، فلما أصبحوا يوم الخميس اصطفوا للقتال، وكان في ميمنة (١) سيف الدين مظفر الدين كوكبورى بن زين الدين على كوجك - صاحب إربل -، فكسر ميسرة (٢) السلطان، ثم حمل السلطان بنفسه فانكسروا بين يديه، فلم يقف منهم أحد على أحد، فأسر جماعة من أمرائهم الأكابر، منهم فخر الدين عبد المسيح، فمنّ عليهم وأطلقهم، واستولى السلطان على جميع مخيمهم وسرادق (٣) سيف الدين غازى وابن أخيه عز الدين فرخشاه.

ثم ركض السلطان وراء سيف الدين فلم يدركه، فعاد وخلع على [بقية] (٤) الأمراء المأسورين، ومنّ عليهم، ونزل في السرادق [١٨٨] السيفى فتسلمه بخزائنه واصطبلاته، ومطابخه (٥)، ففرقها جميعا، ورأى في السرادق طيورا من القمارى والبلابل والهزارات (٦) والببغاء (٧) في الأقفاص، فاستدعى السلطان


(١) الأصل: " ميسرة " والتصحيح عن: (ابن شداد: السيرة اليوسفية، ص ٤١).
(٢) س: " ميمنة " وما هنا يتفق ونص ابن شداد.
(٣) س: " وهرب سيف الدين غازى وابن أخيه عز الدين فرخشاه فاستولى السلطان على سرادقهم ".
(٤) ما بين الحاصرتين عن س (٦٩ أ).
(٥) الأصل: " ومفاتحه "، وما هنا عن العماد (الروضتين، ج ١، ص ٢٥٥).
(٦) الأصل: " والفرارات " والتصحيح عن س والعماد.
(٧) ما بين الحاصرتين عن س (٦٩ أ - ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>