للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال [ابن الأثير]: " إنى وقفت على جريدة العرض وترتيب العسكر في المصاف ميمنة وميسرة وقلبا وجاليشية (١) وغير ذلك، وكان المتولى لذلك والكاتب له أخى مجد الدين أبى السعادات المبارك، قال: " وانما قصد عماد الدين في تاريخه تعظيم صاحبه، وأنه هزم بستة آلاف عشرين ألفا، والحق أحق أن يتبع ".

ولما كسر السلطان الملك الناصر المواصلة والحلبيين هنأه عماد الدين بقصيدة منها:

فالحمد لله الذى إفضاله ... حلو الجنا، عالى السّنا، وضّاحه

عاد العدوّ بظلمة من ظلمه ... في ليل ويل قد خبا مصباحه

وجنا عليه جهله بوقوعه ... في قبضة البازى، فهيض (٢) جناحه

[١٨٩] حمل السلاح إلى القتال، ومادرى ... أنّ الذى يجنى عليه سلاحه

أضحى يريد مواصليه صدوده، ... وغدا يحيد رثاءه مدّاحه

إن أفسد الدين العداة (٣) بحنثهم، (٤) ... فالناصر الملك الصلاح صلاحه

قد كان عزمك للإله مصمما ... فيهم، فلاح كما رأيت فلاحه

فكأننى بالساحل الأقصى، وقد ... ساحت ببحر (٥) دم الفرنجة ساحه


(١) س (٦٩ ب): " وجناحين " وما هنا يتفق ونص (ابن الأثير: الكامل، ج ١، ص ١٦٢)، والجاليش أصلا معناها الراية العظيمة في رأسها خصلة من الشعر، ثم أطلقت على مقدمة القلب في الجيش أو على الطليعة منه. أنظر تعليقات الدكتور زيادة في (السلوك، ١، ص ٦٢٨ ج و ٦٩٢).
(٢) في الأصل: " مهيض "، وما هنا عن الروضتين، وفى س: " فقص ".
(٣) كذا في الأصل وفى س؛ وفى الروضتين: " الغلاة "؛ وفى (العماد: الخريدة، قسم شعراء مصر، ج ١، ص ١٨): " العصاة ".
(٤) الأصل: " بخبثهم "، والتصحيح عن الخريدة والروضتين.
(٥) الأصل: " بحر " وما هنا رواية الخريدة، والقصيدة في الخريدة كثيرة الأبيات، فراجعها هناك.

<<  <  ج: ص:  >  >>