للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكردى (١) - لما نازلته العساكر السلطانية قد مضى إلى الأمير شرف الدولة مسلم ابن قريش بن بدران العقيلى - صاحب الموصل - راغبا في أن ينصره ويساعده على من قصده، على أن يسلم إليه آمد، فأجابه إلى ذلك، واتفقا عليه، وتحالفا، واجتمعا على حرب فخر الدولة بن جهير.

فلما رأى فخر الدولة اجتماعهما مال إلى الصلح، وقال: «لا أوثر [٦] أن يحل بالعرب بلاء على يدى.» فعلم التركمان ما قد عزم عليه، فركبوا ليلا، وأتوا إلى العرب، واحتاطوا بهم، وذلك في ربيع الأول من هذه السنة؛ والتحم القتال واشتد، وانهزمت العرب، ولم يحضر هذه الوقعة فخر الدولة، ولا أرتق؛ وغنم التركمان حلل العرب ودوابهم، وانهزم شرف الدولة، وحمى نفسه حتى دخل إلى آمد، فانحصر فيها، ونازله فخر الدولة ومن معه، فراسل شرف الدولة [مسلم بن قريش] الأمير أرتق، وبذل له مالا، وسأله أن يمن عليه بنفسه (٢) ويمكنه من الخروج [من آمد (٣)] وكان هو على حفظ الطرق [والحصار (٣)]، فأذن له في الخروج، فخرج لتسع (٤) بقين من ربيع الأول، وقصد الرقة وأرسل إلى الأمير أرتق


(١) ابن مروان المذكور هنا هو واحد من بنى مروان حكام ميافارقين وآمد في القرن الخامس الهجرى، وهو أبو المظفر منصور بن نظام الدين أبو القاسم نصر بن نصر الدولة أبى نصر أحمد بن مروان الكردى، حكم ميافارقين وآمد في المدة بين سنتى ٤٧٢ و٤٧٨، (Zambaur : Op .Cit . P. ١٣٦).
(٢) في الأصل: «أن يمن على نفسه»، وما هنا عن (ابن الأثير: الكامل، ج ١٠، ص ٥٤). ويلاحظ أن المؤلف ينقل هذه الحوادث عن ابن الأثير نقلا حرفيا في معظمه وبايجاز يسير في أقله دون أن ينص على ذلك؟ والرأى عندى أن ابن واصل إما أنه ينقل عن ابن الأثير للتشابه التام بين النصين وإما أنه ينقل عن المرجع الذى أخذ عنه ابن الأثير، وذلك لأن ابن الأثير لم يكن معاصرا لهذه الحوادث.
(٣) ما بين الحاصرتين زيادات عن ابن الأثير للايضاح.
(٤) في ابن الأثير: «فخرج منها في الحادى والعشرين من ربيع الأول»، وما فعله ابن واصل في المتن نموذج لأسلوبه في الايجاز عن ابن الأثير أو عن مرجع ابن الأثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>