للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" أننى كنت قد سلمت إلى نور الدين عدة حصون [من بلادى] (١) تجاور بلاده لما تزوج ابنتى، فحيث آل الأمر معه إلى ما يعلمه (٢)، فأنا أريد أن يعيد على ما أخذ منى ".

وترددت الرسل بينهما، فلم يستقر حال.

فهادن السلطان [صلاح الدين] (١) الفرنج، وسارت عساكره، وكان [٢٢٢] الملك الصالح بن نور الدين بحلب، فتركها ذات اليسار، وسار على (٣) تل باشر إلى رعبان، فأتاه بها نور الدين - صاحب الحصن - فأقام عنده، فلما سمع قلج بقربه منه، أرسل إليه أكبر أمير عنده، يقول له:

" إن هذا الرجل فعل مع ابنتى كذا وكذا، ولابد من قصد بلاده، وتعريفه محل نفسه ".

فلما وصل الرسول، واجتمع بالسلطان، وأدى إليه الرسالة، غضب السلطان واستشاط، وقال للرسول:

" قل لصاحبك: والله الذى لا إله إلا هولئن لم يرجع لأسيرنّ إلى ملطية، وبينى وبينها يومان، ولا أنزل عن فرسى إلا في البلد، ثم أقصد جميع بلاده وآخذها منه ".

فرأى الرسول أمرا (٤) شديدا، فقام من عنده، وقد رأى العساكر وما هو فيه من القوة والتجمل، وكثرة السلاح والدواب وغير ذلك، وليس عندهم ما يقاربه، فعلم أنه إن قصدهم أخذ بلادهم، فأرسل إليه من الغد يطلب أن يجتمع به، فأحضره، فقال له:

" أريد أن أقول شيئا من عندى، ليست رسالة من صاحبى، وأحب أن تنصفنى " فقال: " قل ".


(١) ما بين الحاصرتين عن س (١١٤ ا).
(٢) الأصل: «تغلمه» وس: «تغلبه»، وما هنا صيغة (ابن الأثير: الكامل، ج ١١، ص ١٧٥) وهو الأصل الذى ينقل عنه المؤلف هنا.
(٣) الأصل: «إلى» والتصحيح عن المرجع السابق.
(٤) س (١١٤ ب): «الأمر».

<<  <  ج: ص:  >  >>