للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان بن الزنجبيلى (١) وكان هوى سيف الدولة الشام، لأنها وطنه، فأرسل إلى الملك المعظم، [يطلب الإذن بالمجئ إليه، فأذن له، واستناب أخاه حطان، وعاد إلى عند الملك المعظم] (٢) وهو إذ ذاك بمصر؛ ولما توفى الملك المعظم - كما ذكرنا - بقى سيف الدولة في خدمة السلطان بمصر، فقيل إن سيف الدولة أخذ أموال اليمن وادخرها، وسعى (٣) به أعداؤه، فلم يعارضه السلطان.

فلما كانت هذه السنة والسلطان بمصر عمل سيف الدولة دعوة كبيرة دعا إليها أعيان الدولة الصلاحية بقرية على شاطئ النيل تسمى العدوية (٤)،


= أظهر النواب غير الطاعة، وضرب كل منهم لنفسه سكة، وحرم على أهل بلده المعاملة بغيرها، ثم إن الملك الناصر صلاح الدين بعث مملوكه خطلبا إلى اليمن وكتب إلى كافة الأمراء باليمن أن يجتمعوا على حطان ويخرجوه من زبيد ويتولى ولايته خطلبا - إلخ " أنظر أيضا: (ابن حاتم: السمط الغالى الثمن، ص ٧ ب وما بعدها؛ و (والحنبلى: شفاء القلوب، ص ٥٣ ب).
(١) الأصل: " الزنجيلى "، قال (بامخرمة: تاريخ ثغر عدن، ج ٢، ص ١٣١ - ١٣٢) في ترجمته له: " أبو عمرو عثمان بن على الزنجبيلى، نسبة إلى زنجبيلة قرية من قرى دمشق، ويقال له الزنجارى، الملقب عز الدين، كان أميرا كبيرا قدم من مصر مع المعظم توران شاه بن أيوب، ولما رجع المعظم من اليمن إلى الديار المصرية في شهر رجب من سنة ٥٧١ استناب في اليمن نوابا منهم الأمير عثمان المذكور، استنابه على عدن وما ناهجها. . . فلما قدم سيف الإسلام طغتكين بن أيوب من الديار المصرية إلى اليمن في سنة ٥٧٩، وأسر حطان بن منقذ وقبض أمواله. . . فلما علم بذلك عثمان المذكور هرب من عدن وركب البحر، وحمل جميع ما معه وذخائره من ساحل زبيد، فقبض عليها كلها، ولم يفلت غير المركب الذى هو فيه، فلما خرج من عدن سكن دمشق، وابتنى فيها مدرسته، وتوفى سنة ٥٨٣ بدمشق ودفن بمدرسته ". ومدرسته بدمشق كانت تعرف باسم " المدرسة الزنجارية " أو " الزنجبيلية " خارج باب توما وباب السلامة، انشئت سنة ٦٢٦ هـ‍ وبها تربة وجامع بخطبة. انظر: (النعيمى: الدارس في المدارس، ج ١، ص ٥٢٦ - ٥٢٧) و (رحلة ابن جبير، ص ١٧٠).
(٢) ما بين الحاصرتين زيادات عن س.
(٣) الأصل: " وسعا "
(٤) الذى يذكره العماد (الروضتين، ج ٢، ص ٢٥) أن سيف الدولة مبارك بن منقذ «ابتاع من السلطان الناحية المعروفة بالعدوية بمصر لما عاد إليها. . . فصنع دعوة عظيمة بها»، وذكر العماد أنه حضرها هو وغيره من الفضلاء والأعيان، فبينماهم عنده في أسر حال إذ أحدق بهم الأمير بهاء الدين قراقوش فقبض على سيف الدولة، واعتقل بالقصر إلخ».

<<  <  ج: ص:  >  >>