للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظيمة من المراكب مقلعة للفرنج من بلد لهم يقال له بوليه، يحتوى على ألفين (١) وخمسمائة من رجال القوم وأبطالهم وأتباعهم على قصد زيارة القدس، فألقتهم الريح على ثغر دمياط، فغرق شطرهم وأسر الباقون، وكان عدة من أسر ألفا وستمائة وتسعين نفسا (٢).

ولما وصل السلطان إلى عقبة أيلة فإنه سمع باجتماع الفرنج في الكرك لقصد قطع الطريق، فاحترز بحفظ الأطراف، (٣) وانحاز (٤) بحمى، ثم عقبة شنار (٥) ثم القريتين (٣)، وأغار على طرف بلاد العدو، ثم تجرد السلطان في شجعان أصحابه، وسار على سمت الكرك [٢٣٢] إلى الحسى (٦)، وأمرّ أخاه تاج الملوك بورى على الناس، وأمره أن يسير بهم يمنة، ثم اجتمعوا بالسلطان بالأزرق بعد أسبوع.

وكان الفرنج لما سمعوا بمسير السلطان، وأن معه خلقا من التجار، اجتمعوا بالكرك، للقرب من طريقهم، لعلهم ينتهزون فرصة من القافلة، فخرج الملك المنصور عز الدين فرخشاه ابن أخى السلطان من دمشق، واغتنم خلو ديارهم، وأغاز على طبرية وعكا، وفتح دبورية (٧)، وجاء إلى حبيس جلدك بالسواد، وهو


(١) في الأصل، وفى س (٧٥ أ): " ألف "، وقد صححت بعد مراجعة (الروضتين، ج ٢، ص ٢٧). وهو تصحيح يقتضيه السياق، أنظر تفصيل الخبر في السطور القليلة التالية.
(٢) كذا في الأصل؛ وس: " ألفا وستمائة نفس "؛ والروضتين: " زهاء ألف وستمائة وست وسبعين نفسا ".
(٣) هذه الفقرة غير موجودة في س.
(٤) الأصل: " وجاز " وما هنا عن الروضتين.
(٥) الأصل: " سنان " وما هنا عن الروضتين.
(٦) كذا في الأصل، وفى (الروضتين، ج ٢، ص ٢٨). وفى س (٧٥ ب): " الحبا ".
(٧) في الأصل: " دنورية " وفى س: " دنورية " بدون نقط، وقد ضبطت بعد مراجعة: (الروضتين، ج ٢، ص ٢٨) و (ياقوت، معجم البلدان)، وقد عرفها الأخير بأنها بليد قرب طبرية من أعمال الأردن.

<<  <  ج: ص:  >  >>