للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كازدحامهم (١) في المصلى يوم العيد، وليلا كحضورهم في جامع دمشق ليلة النصف السعيد، وهم بحمد الله من الجراح سالمون، وبنصر الله موقنون عالمون، وإن أبطأ العدو عن النجدة فالنصر سريع، والحصن ومن فيه صديع، وقد خرقت الحجارة حجابه وقطعت بهم أسبابه، وناولته من الأجل كتابه، وحسرت لثام سوره، وحلّت نقابه، فأناف الأبراج مجذوعة، وثنايا الشرفات مقلوعة، ورؤوس الأبدان مجزوزة، وحروف العوامل مهموزة، وبطون السقوف مبقورة (٢)، وأعضاء الأساقف معقورة، ووجوه الجدر (٣) مسلوخة، وجلود البواشير (٤) مبشورة (٥) والنصر أشهر من نار على علم، والحرب أقوم من ساق على قدم».

ومدح القاضى السعيد بن سناء الملك (٦) السلطان بقصيدة يهنبه بها بعد انصرافه عن الكرك وفتح نابلس، وأولها:

وصفتك واللاجى يعاند بالعذل، ... فكنت أبا ذر، وكان أبا جهل

له شاهدا زور من النّهى والنهى ... عليك، ومن عينيك لى شاهدا عدل

ومنها:

ومن عرف الأيام مثلى فإنه ... يعيش بلا حبّ (٧)، ومحيا بل خلّ

ومن كان في هذا الورى مثل يوسف ... ومن أين هذا المثل؟ كان بلا مثل


(١) الأصل: " لازدحامهم " والتصحيح عن الروضتين.
(٢) الأصل: «منقورة» والتصحيح عن الروضتين.
(٣) الأصل: «الجذور» والتصحيح عن الروضتين.
(٤) أنظر ما فات هنا ص ٨١، هامش ١
(٥) في (الروضتين، ج ٢، ص ٥٦)، «منسوره»
(٦) أنظر ما فات هنا ص ١٣٧، هامش ٣
(٧) ديوان ابن سناء الملك (مخطوطة دار الكتب المصرية، ٤٩٣١ أدب): «بلا صبر».

<<  <  ج: ص:  >  >>