للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويوم الجمعة والسبت نوزل الفرنج فكسروا الكسرة التي ما لهم بعدها قائمة، وأخذ الله أعداءه بأيدى أوليائه، أخذ القرى وهى ظالمة.

وفى يوم الخميس الثانى سلخ الشهر فتحت عكا بالأمان، ورفعت أعلام الإيمان، وهى أم البلاد، وأخت إرم ذات العماد.

وقد أصدر هذه المطالعة وصليب الصلبوت مأسور، وقلب ملك الكفر الأسير بجيشه المكسور مكسور، والحديد الكافر الذى كان في يد الكفر يضرب وجه الإسلام قد صار حديدا مسلما يعوق خطوات الكفر عن الإقدام، وأنصار الصليب وكباره (١) وكل من العمودية عمدته والدير داره قد أحاطت به يد القبضة، وغلق رهنه فلا يقبل فيه القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، وطبرية قد رفعت أعلام الإسلام عليها، ونكصت من عكاملّة (٢) الكفر على عقبيها، وعمرت إلى أن شهدت يوم الإسلام وهو خير يوميها.

وقد صارت البيع مساجد يعمرها من آمن بالله واليوم الآخر، وصارت المذابح مواقف لخطباء المنابر (٣)، واهتزت أرضها لموقف المسلم فيها وطالما ارتجت لموقف الكافر.

فأما القتلى والأسرى فإنها تزيد على ثلاثين ألفا (٤).

وأما فرسان الداويّة والاسبتارية فقد أمضى حكم الله فيهم، وقطعتهم سيوف نار الجحيم، ودخل الداخل منهم إلى الشقاء المقيم، وقتل الابرنس كافر الكفار، ونشيدة (٥) النار من يده في الإسلام كما كانت يد الكليم.


(١) س: «وكفاره»، وما بالمتن يتفق ونص العماد.
(٢) هذان اللفظان ساقطان من س.
(٣) الأصل وس: «الخطبا والمنابر» وما هنا عن العماد (الروضتين، ج ٢، ص ٨٩).
(٤) س: «ثلاثين ألف فارس».
(٥) الأصل: «ونشده» والتصحيح عن العماد، أما س (١٤ ب) فإن النص فيها: «وصار إلى العذاب المقيم في النار».

<<  <  ج: ص:  >  >>