للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان [مدينة (١)] بلد؛ فلما مات السلطان قصدت الموصل ومعها ابنها على، فقصدها محمد بن شرف الدولة، وأراد أخذ الموصل، فافترق العرب فرقتين: فرقة معه، وفرقة مع صفية - عمة السلطان - وابنها على؛ فاقتتلوا بالموصل عند الكناسة، فظهر (٢) على، وانهزم محمد، وملك سعد الدولة على بن شرف الدولة الموصل.

فلما وصل إبراهيم إلى جهينة - وبينه (٣) وبين الموصل أربعة فراسخ - سمع أن الأمير عليا - ابن أخيه - قد ملك الموصل، ومعه أمه صفية خاتون - عمة السلطان [ملكشاه (١)]-، فأقام مكانه، وراسل صفية، وترددت الرسل بينهما، فسلمت إليه البلد، فأقام به، فلما ملك تاج الدولة [تتش (١)] نصيبين، أرسل إليه يأمره أن يخطب له بالسلطنة، ويعطيه طريقا إلى بغداد لينحدر إليها، [ويطلب الخطبة بالسلطنة (١)] فامتنع إبراهيم من ذلك، فسار إليه تاج الدولة، وتقدم [إبراهيم أيضا (٤)] نحوه، فالتقوا بالمضيع (٥) - من أعمال الموصل - في ربيع الأول؛ وكان إبراهيم في ثلاثين ألفا، وتاج الدولة في عشرة آلاف؛ وكان قسيم الدولة في الميمنة، وبزان في الميسرة، فتمت الهزيمة على العرب، وأسر إبراهيم، وجماعة من أمراء العرب، فقتلوا صبرا، وأخذت أموالهم، وسبيت نساؤهم، وقتل كثير من نساء العرب أنفسهن، خوفا من الفضيحة.

وملك تاج الدولة [تتش] الموصل، وولاها للأمير سعد الدولة على بن شرف الدولة - ابن عمته -، وأرسل إلى بغداد يطلب من الخليفة المقتدى


(١) أضفنا ما بين الحاصرتين عن ابن الأثير للايضاح.
(٢) في ابن الاثير «فظفر».
(٣) في الأصل: «وبينها»، والتصحيح عن ابن الأثير.
(٤) في الأصل: «تاج الدولة» ولا يستقيم المعنى به، والتصحيح عن ابن الأثير.
(٥) في الأصل: «بالمصنع» وما هنا عن ابن الأثير، ولم أجد لهذا المكان تعريفا فيما بين يدى من مراجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>