للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حقّ قدرها، وقوموا لله بواجب شكرها، فله النعمة (١) عليكم بتخصيصكم بهذه النعمة، وترشيحكم لهذه الخدمة، فهذا هو الفتح الذى فتحت له أبواب السماء، وتبلجت بأنواره وجوه الظلماء، وابتهج به الملائكة المقربون، وقرّبه عينا (٢) الأنبياء والمرسلون، فماذا عليكم من النعمة بأن جعلكم الجيش الذى يفتح عليه البيت المقدس في آخر الزمان، والجند الذى يقوم بسيوفهم بعد فترة من الرسل (٣) أعلام الإيمان، فيوشك أن تكون التهانى به بين أهل الخضراء أكثر (٤) من التهانى به بين أهل الغبراء.

أليس هو البيت الذى ذكره الله في كتابه، ونصّ عليه في خطابه؟ فقال تعالى: {" سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى "} (٥)

أليس هو البيت الذى عظمته الملوك، وأثنت عليه الرسل، وتليت فيه الكتب الأربعة من إلهكم عز وجل؟

أليس هو البيت الذى أمسك الله عز وجل فيه الشمس على يوشع لأجله أن تغرب، وباعد بين خطواتها ليتيسر فتحه ويقرب؟

أليس هو البيت الذى أمر الله [تعالى] موسى أن يأمر قومه باستنقاذه فلم يجبه إلا رجلان، وغضب عليهم من أجله، وألقاهم في التيه عقوبة العصيان؟


(١) كذا في الأصل والروضتين، وفى س والشفاء: " المنة ".
(٢) الأصل: " وقرت به أعين الأنبياء والمرسلون "، وفى س: " وقره عين الأنبياء المرسلون "، وما هنا صيغة (الروضتين، ج ٢، س ١١١)، وهى أصح.
(٣) كذا في المراجع الثلاثة، وفى الروضتين: " النبوة ".
(٤) الأصل وس: " لأكثر " والتصحيح عن المرجعين الآخرين.
(٥) السورة ١٧ (الإسراء)، الآية ١ (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>