واستحالت شقاشق الكفر ضمنا ... حين عادت الشجاعة جبنا
وتصيّدتهم بحلقة صيد يجمع ... الليث والغزال الأغنا
وجرت منهم الدماء بحارا، ... فجرت فرقها الجزائر سفنا
صنعت فيهم وليمة عرس ... رقّص المشرفىّ فيها وغنىّ
وحوى الأسر كلّ ملك يظن ... الدهر يفنى وملكه ليس يفنى
والمليك العظيم فيهم ... أسير يتثنا في أدهم يتثنا
يحسب النوم يقظة، ويظن الشخص ... طودا، ويبصر الشمس دجنا
كم تمنّى اللقاء حتى رآه، ... قتمنى لو أنه ما تمنّا
ظنّ ظنا، وكنت أصدق في الله ... يقينا، وكان أكذب ظنّا
[٣٠٢] رق من رحمة له القيد ... والغل عليه، فكلما أنّ أنا
واللعين الابرنس أصبح مذبوحا ... بيمين لم يعدم الدين يمنا
أنت ذكيته فوفيت نذرا ... كنت قدمته فجوزيت حسنا
وتهادت عرائس المدن نخلا، ... وثمار الآمال منهن تجنا
لا يخصّ الشام منك التهانى، ... كلّ صقع وكل قطر يهنّى
قد ملكت البلاد شرقا وغربا، ... وحويت الآفاق سهلا وحزنا
وتفرّدت بالذى هو أسما، ... وتوحّدت بالذى هو أسنا
واغتدى الوصف في علاك حسيرا ... أىّ لفظ يقال أو أىّ معنى؟
ورأينا الاله قال أطيعوه ... سمعنا لربنا وأطعنا
وقال الملك المظفر تقى الدين أبو الفتح عمر بن شاهنشاه بن أيوب - قدس الله روحه - يهنىء عمه السلطان الملك الناصر - رحمه الله - بفتح القدس بقصيدة مطلعها يقول فيها:
دع مهجة المشتاق مع أهوائها ... بالائمى ما أنت من نصحائها