للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصل السلطان - وهو بكوكب - رسول صاحب آمد قطب الدين سكمان ابن نور الدين محمد بن قزل أرسلان الأرتقى، وكان خائفا من السلطان أن يسترجع آمد، لأنها من جملة مواهبه - كما سبق - واستوثق بالوصلة بإحدى بنات الملك العادل، وكان قد وكلّ أخاه السلطان في ذلك لما سار إلى مصر، فلما قدم رسوله تمت الوصلة بينهما.

ووصل أيضا اختيار الدين حسن بن غفراس - مدبر دولة الملك قلج أرسلان صاحب الروم - وكان هذا الرسول مغرى بلبس الحلى والديباج والموشى، وفى يده زنود وخواتيم مرصعة بزينة ثقيلة الجواهر ويواقيت ثمينة ولآلىء نفيسة، وفى يده عمود من ذهب، وعدته مجوهرة، وكان السلطان اذا رآه تبسم تعجبا من قلة عقله، ويقول: " بهذا سافر لينظر الناس ذهبه وجوهره ".

وكان جماعة من أهل الحزم قد أشاروا على السلطان بتخريب عكا وتعفية أثارها حتى يؤمن عود الكفر إليها، ويبنى قلعة القيمون، وكان هذا عين المصلحة، فكاد يجيب إلى ذلك، فقيل له: " هذه مدينة كبيرة، وعماراتها كثيرة، والمصلحة تبقيتها، وأن تعمر وتحصن "؛ فولى عمارتها وتدبير أمورها الأمير بهاء الدين قراقوش، وهو الذى تولى إدارة السور على مصر والقاهرة، فاستدعاه من مصر، وأمره أن يستنيب (١) في تلك العمارة، فقدم عليه وهو بكوكب، ففوّض إليه عمارة عكا، فشرع في تجديد سورها وتعلية أبراجها، وكان لما قدم من مصر قدم معه أساتيذ العمل (٢) وأبقاره وآلاته ودوابه. (٣)


(١) الأصم: " يستثيب "، والتصحيح عن العماد (الروضتين، ج ٢، ص ١٢٥) وهو المنقول عنه هنا.
(٢) الأصل: " أسارى للعمل "، والتصحيح عن المرجع السابق.
(٣) الأصل: " وتحت "، والتصحيح عن المرجع لسابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>