للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخربندية (١) والساسة (٢) منهزمين على بغال الحمل، فقتلوا منهم جماعة، وقتل منهم جماعة، فإن أهل السوق كان أكثرهم يحمل السلاح.

وكان السلطان واقفا تحت التل ومعه نفر يسير، وهو يجمع الناس ليعود على الحملة على العدو، فلما رأى الفرنج الذين كانوا صعدوا إلى خيم السلطان منحدرين من التل أراد لقاءهم فأمر [٣٤٢] أصحابه بالصبر إلى أن ولوا ظهورهم، وأسرعوا يطلبون أصحابهم، فصاح السلطان في الناس، فحملوا عليهم، وطرحوا منهم جماعة، واشتد الطمع فيهم، وتكاثر الناس (٣) وراءهم، حتى لحقوا أصحابهم، والطرد وراءهم، فلما رآهم أصحابهم منهزمين والمسلمون وراءهم في عدد كثير، ظنوا أن من حمل منهم قد قتل، وأنه (٤) إنما نجا هذا النفر فقط (٤)، وأن الهزيمة قد عادت عليهم، فاشتدوا في الهرب والهزيمة، ثم تحركت الميسرة من المسلمين على العدو.

وعاد الملك المظفر بجمعه من الميمنة، وتناخت (٥) الرجال، وتراجع الناس من كل جانب، وكثر القتل والجرح في الفرنج إلى أن اتصل المنهزمون السالمون إلى عسكر العدو، فهجم المسلمون عليهم في الخيام، فخرج منهم أطلاب كانوا قد أعدوها خشية من هذا الأمر مستريحة، فردوا المسلمين، وكان التعب قد أخذ من الناس (٦)، والخوف والعرق قد ألجمهم، فتراجع الناس (٦) عنهم بعد صلاة العصر يخوضون في القتلى ودمائهم فرحين مسرورين.


(١) خربندج أو خربنده - والجمع خربنديه - لفظ فارسى معناه الحمّار أو المكارى.
(٢) الأصل وس: " الساسية " والتصحيح عن العماد.
(٣) الأصل: " وتكاثروا للناس " والتصحيح عن س والروضتين.
(٤) هذه الجملة غير موجودة في س، ولكنها موجودة في الأصل المنقول عنه هنا وهو (ابن شداد ص ٩٥).
(٥) كذا في الأصل، وفى س (ص ٩٠ ب): " تناحا "، وفى ابن شداد: " وتجمعت ".
(٦) س: " المسلمون ".

<<  <  ج: ص:  >  >>