للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" ولقد وقفت على جسر يعبرون عليه لا عتبرهم، فعبر منهم جمع عظيم ما وجدت مع أحد منهم طارقة (١) ولا رمحا إلا النادر، فسألتهم عن ذلك، فقالوا: أقمنا بمرج وخم أياما، وقلت أزوادنا وأحطابنا، فأوقدنا معظم عددنا، ومات منا خلق عظيم، واحتجنا إلى الخيل فذبحناها وأكلناها "

ومات الكند الذى وصل [٣٥٩] إلى أنطاكيه، وطمع أبن لاون فيهم حتى عزم على أخذ مال الملك، لمرضه وضعفه وقلة جمعه الذى تخلف معه.

ولما تحقق السلطان [صلاح الدين] وصول الألمانيين إلى بلاد الأرمن، وقربهم من البلاد الشامية، شاور أمراءه فيما يصنع، فوقع الاتفاق على تسيير بعض العساكر إلى طريقهم، وأن يقيم على منازلة العدو ببقية العساكر، فكان أول من سار الملك المنصور ناصر الدين محمد بن الملك المظفر [تقى الدين]، وكان إقطاعه منبج، ثم سار عز الدين بن المقدم - صاحب بعرين (٢) وأفامية -، ثم الملك الأمجد - صاحب بعلبك -، ثم سابق الدين عثمان بن الداية - صاحب شيزر -، ثم الياروقية من عسكر حلب، ثم عسكر حماة، ثم سار الملك الأفضل ولد السلطان لمرض عرض له، وكذا بدر الدين (٣) - شحنة دمشق -، ثم سار الملك الظاهر إلى حلب لحفظ ما يليه من البلاد، ثم سار بعده الملك المظفر لحفظ ما يليه من البلاد، وتدبير أمر العدو المجتاز.

ولما سارت هذه العساكر خفّت الميمنة، فأمر السلطان أخاه الملك العادل، فانتقل إلى منزلة الملك المظفر في طرف الميمنة، وكان عماد الدين زنكى بن مودود - صاحب سنجار - في طرف الميسرة، ووقع في العسكر مرض شديد،


(١) راجع ما فات هنا ص ٢٧٩، هامش ٣
(٢) س: «بغراس».
(٣) س: «عز الدين» وما هنا يتقق وابن شداد (السيرة اليوسفية، ص ١١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>