للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخاصة، وأخذوا من الشراب خاناه شيئا، وركب الملك العادل، وركب معه من يليه من الميمنة، كالأمير صارم الدين قايماز النجمى، والأمير عز الدين جرديك النورى، ووقف بمن معه حتى توغل الفرنج، وطمعوا في المخيم، واشتغلوا بالنهب، وعاثت أيديهم في الخيام والأقمشة والفواكه والأطعمة.

فلما علم [الملك العادل] (١) اشتغالهم صاح بالناس، وحمل - رحمه الله - بنفسه، يقدمه ولده الأكبر شمس الدين مودود، وهو والد الملك الجواد مظفر الدين يونس، وحمل لحملته من كان يليه من الميمنة حتى وصل الصياح إلى عسكر الموصل، فهجموا على العدو، واشتد القتال، ووقعت الكسرة على الفرنج، فولوا على أدبارهم، منهزمين نحو خيامهم، وأخذتهم السيوف من كل ناحية، وصاح صائح السلطان [صلاح الدين] (١):

" يا أبطال الموحدين، هذا عدو الله قد أمكن الله منه، وقد داخله الطمع حتى غشى خيامكم بنفسه؛ فبادروا إلى إجابته ".

[فحملت] (١) حلقته وخاصته؛ ثم طلب عسكر الموصل، ومقدمهم علاء الدين ولد عز الدين، [فتقدموا وتقدم بعدهم] (١) عسكر مصر ومقدمهم سنقر الحلبى، وتتابعت العساكر، وتجاوبت الأبطال، وقامت الحرب على ساق، ولم يك إلا ساعة حتى ردوا (٢) القوم من حد خيام الملك العادل إلى خيامهم، ولم ينج من القوم إلا النادر، وأسر من الفرنج يومئذ نفر يسير، لأن السلطان أمر ألا يستبقى أحد، وهذا كله كان في الميمنة، وفى بعض القلب.


(١) ما بين الحاصرتين عن س (١٠١ أ).
(٢) الأصل: «زوى» والتصحيح عن س، أنظر أيضا: (ابن شداد: السيرة اليوسفية، ص ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>