للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى آخر ذى الحجة سنة سبع وثمانين وخمسمائة توفى علم الدين سليمان بن جندر وهو شيخ الدولة وكبيرها.

وفى هذه السنة في ربيع الأول نازل عز الدين مسعود بن مودود بن زنكى - صاحب الموصل - الجزيرة وبها ابن أخيه معز الدين سنجر شاه بن سيف الدين غازى بن مودود بن زنكى، وحاصرها، وكان السبب في ذلك سوء سيرة معز الدين وخروجه عن طاعة عمه عز الدين، ومساعدة أعدائه عليه، فإنه انتقل عنه (١) إلى الملوك المجاورين له ما يوحشهم منه، وبقى محاصرا لها إلى رجب من هذه السنة، ثم صالحه على قاعدة استقرت (٢) بينهما، وتحالفا وخرج معز الدين إلى خدمة عمه عز الدين، واعتذر إليه بأعذار قبلها منه، ثم رحل عائدا إلى الموصل (٣).

ودخلت سنة ثمان (٤) وثمانين وخمسمائة والسلطان مقيم بالقدس، مجتهد في عمارته.

وفى ثالث المحرم منها رحل الفرنج إلى عسقلان، ونزلوا بظاهرها، وأظهروا الاجتهاد في عمارتها، ورأى ملك الأنكلتير دخانا على بعد فقصده، وكان ثمّ جماعة من الأسدية، وسيف الدين. . . كوج (٥)، وعلم الدين قيصر، فوصل إليهم، وهم غارون [عمّا دهمهم، فوصل اللعين إليهم] (٦) وقت المغرب، وكانوا قد نزلوا مفترقين في موضعين، فلما وقع على أحدهما ركب الفريق الأول وواقعه حتى ركب الفريق الآخر، فدافعوهم، وساقوا، وقد ربحوا الفرنج أثقالهم، وخلصوا ناجين، وسلم الله أنفسهم منهم، ولم يفقد من المسلمين إلأ أربعة، وكانت نوبة عظيمة، وقى الله شرها.


(١) س: " عن عمه ".
(٢) الأصل: " استمرت "، والتصحيح عن س.
(٣) س: " إلى الجزيرة ".
(٤) الأصل: " ثمانية ".
(٥) الأصل: " باركوج " والتصحيح عن العماد (الروضتين، ج ٢، ص ١٩٦).
(٦) ما بين الحاصرتين زيادة يقتضيها إتمام المعنى، أضفناها عن المرجع المنقول عنه هنا، وهو العماد الأصفهانى (الروضتين، ج ٢، ص ١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>