للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسقف وثبا عليه بسكا كينهما فقتلاه، وهرب أحدهما ودخل الكنيسة، فقال المركيس - وهو مجروح -: «احملونى إلى الكنيسة»، فحملوه، فلما حمل إليها بصر به ذلك الجارح الهارب، فجرحه ثانيا، وعجّل الله بروحه إلى النار، وقبض على الجارحين، وبحث عنهما فوجدا من الفداوية الإسماعيلية، فسألوهما: " من أمركما بهذا الفعل؟ "، فقالا: " ملك الأنكلتير "، فقتلا شر قتلة، ولم يعجب السلطان قتل المركيس، لأنه كان قد أبدى عداوة الأنكلتير ومنازعته في الملك.

ولما قتل المركيس جلس مكانه الكندهرى بأمر الأنكلتير، وتزوج زوجة المركيس في ليلته، ودخل بها وهى حامل، وليس هذا عندهم مانعا من صحة النكاح، ويكون الولد منسوبا إلى الملكة، وهذا الكندهرى ابن أخت ملك افرنسيس من أبيه، وابن أخت ملك الأنكلتير من أمه (١)، وجرى حكمه على افرنج الساحل، وعاش إلى سنة أربع وتسعين وخمسمائة.

وفى التاسع من جمادى الأولى استولى الفرنج على قلعة الداروم، ثم خربوها ورحلوا عنها، وأسروا من فيها.

وفى رابع عشره خرج يزك المسلمين على الفرنج بمجد ليابه (٢)، وقتلوا [٣٩٧] منهم كندا كبيرا، ثم نزلوا تل الصافية، ثم النطرون، ثم بيت نوبة، وألهبهم (٣) المسلمون بالنهب والسلب، وسلطوا (٤) عليهم، وكمنوا لهم تحت كل رابية.


(١) الأصل: " من أمره "، والتصحيح عن العماد (الروضتين، ج ٢، ص ١٩٦) وس (١٢٩ أ).
(٢) الأصل: " بمجدل بابا " وقد صححت بعد مراجعة (ياقوت: معجم البلدان) حيث ذكر أنها قرية قرب الرملة، فيها حصن محكم.
(٣) الأصل: " والتهم "، والتصحيح عن العماد (الروضتين، ج ٢، ص ١٩٧) وس.
(٤) الأصل: " وبسطوا "، والتصحيح عن المرجعين السابقين.

<<  <  ج: ص:  >  >>