للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن لا حسّ للعدو بأرض الحسى، فجاءهم العدو بغتة، وكان في جملة العسكر فلك الدين أخو الملك العادل لأمه، وطاف الأنكلتير حول القفل في صورة عربى، فرآهم ساكنين قد غلبهم النعاس، فاستركب عسكره، وكانت الكبسة قريب الصباح، فبغت (١) الناس، ووقع عليهم (٢) بخيله ورجله، فكان الشجاع الأيد القوى الذى ركب فرسه ونجا بنفسه.

وانقسم القفل ثلاثة أقسام: قسم قصدوا الكرك مع جماعة من العرب، وقسم أو غلوا في البرية مع جماعة من العرب، وقسم [٣٩٨] استولى عليهم العدو، فساقهم بجمالهم وأحمالهم وجميع ما كان معهم.

وكانت وقعة شنعاء لم يصب الإسلام مثلها من مدة مديدة، وتبدد الناس في البرية، ورموا أموالهم، وكان السعيد من نجا بنفسه، وجمع العدو ما أمكن جمعه من الخيل والجمال والأقمشة، وسائر صنوف الأموال؛ وكلف [الانكلتير] (٣) الجمالين خدمة الجمال، والخربنديّة خدمة البغال، والساسة خدمة الخيل، ونجا غانما إلى عسكره.

ونجا فلك الدين أخو الملك العادل في معظم العسكر بأنفسهم وما قدروا على حمايته، وكان عدة من وقع في أسر العدو من المسلمين خمسمائة، والجمال تناهز ثلاثة آلاف جمل، وكان وصول العدو إلى مخيمه سادس عشر جمادى الآخرة، وكان يوما عظيما عندهم.


(١) الأصل: " فتعب " والتصحيح عن: (ابن شداد، السيرة، ص ٢٠٩).
(٢) الأصل " منهم "، وس: " بهم "، والتصحيح عن المرجع السابق، وهو الأصل المنقول عنه هنا.
(٣) أضيف ما بين الحاصرتين عن س.

<<  <  ج: ص:  >  >>