للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم رتّب السلطان اليزك بيازور، وأمر بخرابها وخراب بيت جبرين (١)، ورتّب النقابين لذلك، ثم سار إلى الرملة.

وعاد رسول الانكلتير يشكر على إعطائه يافا، ويجدد السؤال في عسقلان، ويقول:

" إن وقع الصلح في [هذه] (٢) الأيام الستة سرت إلى بلادى، وإلا احتجت أن اشتى هنا ".

فأجابه السلطان [في الحال] (٣):

" أما النزول عن عسقلان فلا سبيل إليه، وأما هاهنا تشتيته فلابد منها، لأنه قد استولى [٤٠٧] على هذه البلاد، ويعلم أنه متى غاب عنها أخذت بالضرورة، وإذا أقام أيضا إن شاء الله تعالى، وإذا سهل عليه أن يشتى ههنا، ويبعد عن أهله ووطنه مسيرة شهرين، وهو شاب في عنفوان شبابه ووقت اقتناص لذاته، ما يسهل علىّ أن أشتى وأصيف وأنا في وسط بلادى، وعندى أهلى وأولادى، ويأتى إلى ما أريده ومن أريده، وأنا شيخ قد كرهت لذات الدنيا ورفضتها عنى، والعسكر الذى يكون عندى في الشتاء غير العسكر الذى يكون عندى في الصيف؟! وأنا اعتقد أنى في أعظم العبادات، ولا أزال كذلك حتى يعطى الله تعالى النصر لمن يشاء ".

ثم جاء رسوله يقول له:

" كم أطرح نفسى على السلطان وهو لا يقبلنى، وأنا كنت أحرص حتى أعود إلى بلادى، والآن فقد هجم الشتاء، وتغيرت الأنواء، [وعزمت على الإقامة] (٤) وما بقى بيننا حديث.


(١) الأصل والروضتين: «بيت حسن»، أنظر ما فات هنا ص ٣٩٤، هامش ٣
(٢) أضيف ما بين الحاصرتين عن (الروضتين، ج ٢، ص ٢٠٢) ليستقيم المعتى.
(٣) أضيف ما بين الحاصرتين عن ابن شداد (الروضتين، ج ٢، ص ٢٠٢).
(٤) أضيف ما بين الحاصرتين عن: (الروضتين، ج ٢، ص ٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>