ابن أحمد الشطوب، فشكاء أهلها إلى السلطان، فأزال شكواهم، وأمره بالإحسان إليهم والعدل فيهم، ثم رحل عنها ظهر يوم السبت سابع شوال، ووصل إلى بيسان يوم الاثنين تاسع شوال، وصعد قلعتها، وقال: " الصواب أن نبنى هذه ونخرب كوكب.
ثم وصل إلى كوكب وبات بقلعتها، ورحل منها يوم الثلاثاء عاشر شوال، ونزل بطبرية، ولقى بهاء الدين قراقوش، وقد خلص من الأسر، وخلص السلطان بقية أصحابه، ومضى مع السلطان إلى دمشق، وسافر قراقوش من دمشق إلى الديار المصرية، وأقام السلطان يومين لتوالى الأمطار، ثم رحل يوم الخميس ثانى عشر شوال إلى صفد، فرتب أمورها، ثم سار إلى تبنين، ثم وصل إلى بيروت يوم الخميس تاسع عشر شوال، وبها الأمير عز الدين أسامة.
ووصل إلى خدمته بيمند - صاحب أنطاكية - يوم السبت الحادى والعشرين من شوال، فأكرمه السلطان وآنسه، ورفع مجلسه، وأجرى له ولأصحابه العطاء، وأقطعه من مناصفات أنطاكية ما مبلغه عشرون ألف دينار، وفارقه غد ذلك اليوم.
ثم سار السلطان إلى دمشق فوصلها يوم الأربعاء لخمس بقين من شوال، وفرح الناس به، لأن غيبته كانت قد [٤١٣] طالت عنهم مدة أربع سنين، وأفاض العدل والإحسان بدمشق، وواظب الجلوس في دار العدل في الأوقات التي جرت العادة بالجلوس فيها.
وفى يوم الأحد مستهل ذى القعدة اتخذ الملك الأفضل لأخيه الملك الظاهر دعوة، وبالغ فيها في التجمل، وحضرها السلطان جبرا لقلبه، وحضرها جميع الأمراء والأكابر.
وأذن السلطان للعساكر في التفرق إلى بلادهم، فتفرقوا، وكان الملك الظاهر - صاحب حلب - قد فارق أباه بالقدس، ووصل إلى دمشق لما بلغته حركة أبيه