وتوفيق الله تعالى يفتح لك أبواب التدبير، وخبرتك تدلك على مراشد الأمر، {" وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ "} (١)، فأنت تبتدع من المحاسن مالا تحيط به الوصايا، وتخترع من الميامن ما يتعرف بركانه الأولياء والرعايا.
والله سبحانه وتعالى يحقق لأمير المؤمنين فيك أفضل المخايل، ويفتح على يديك مستغلق البلاد والمعاقل، ويصيب بسهامك من الأعداء النحور والمقاتل، ويأخذ للإسلام بك ماله عند الشرك من الثارات والطوائل، ولا يضيع لك عملك في خدمة أمير المؤمنين إنه لا يضيع عمل عامل، ويجرى الأرزاق والآجال بين سيبك الفاضل وحكمك الفاصل.
فاعلم هذا من أمير المؤمنين ورسمه، واعمل بموجبه وحكمه، إن شاء الله تعالى، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.