للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما فعل ذلك خوفا من أن يتغلب عليها، وأعطاه توشى، واستخلف أبو الهيجا بآشب كرديا يقال له باو الأرجبى (١).

ولما قدم أبو الهيجا على عماد الدين توفى عنده بالموصل، فسار من توشى إلى آشب ليملكها، فمنعه باو وأراد حفظها لولد صغير لأبى الهيجا اسمه على، ثم نازل عماد الدين آشب فملكها، وذلك أنه استجرّهم (٢) لما نازلهم، وانهزم من بين أيديهم حتى أبعدوا عن القلعة، ثم عطف عليهم فانهزموا، فوضع السيف فيهم، وأكثر القتل والسبى، ثم سار عنها.

وفى غيبته استولى نائبه نصير الدين [جقر (٣)] على جبل لهيجة وتوشى وقلعة الجلاّب (٤)، وحاصر جميع حصون الهذبانيّة (٥): وهى قلعة الشعبانى (٦)، وقرح، وكواشى (٧)، والزعفرانى، وغيرها (٨) فملك الجميع، واستقام الجبل، وأمنت الرعايا بأمن الأكراد، فإنهم كانوا معهم في ضر عظيم.


(١) في الأصل: «باد» وما هنا عن (ابن الأثير، ج ١١، ص ٥).
(٢) الضمير هنا عائد على أهل آشب، وصيغة ابن الأثير أكثر وضوحا وهى: «وسبب ملكها أن أهلها نزلوا كلهم إلى القتال فتركهم زنكى حتى قاربوه واستجرهم حتى أبعدوا عن القلعة ثم عطف عليهم فانهزموا. . . الخ».
(٣) أضيف ما بين الحاصرتين عن ابن الأثير للايضاح.
(٤) ضبطت بعد مراجعة ياقوت، قد ذكر أن جلاب اسم نهر بمدينة حران التي بالجزيرة مسمى باسم قرية يقال لها جلاب.
(٥) فرقة أخرى من أكبر فرق الأكراد.
(٦) ذكرها (محمد أمين زكى: خلاصة تاريخ الكرد وكردستان، ص ١٥٤ و ٣٩٠) وذكر لى الدكتور مصطفى جواد في خطابه أن مؤلف (إجابة السائل) المخطوط بباريس ذكرها باسم «الشعبانية».
(٧) في ابن الأثير: «كوشر»، وما هنا هو الصحيح، والضبط عن ياقوت، حيث ذكر أنها قلعة حصينة في الجبال التي في شرقى الموصل ليس إليها طريق إلا لراجل واحد وكانت قديما تسمى «أردمشت».
(٨) أردف ابن الاثير هذه الاسماء بقوله: «وهى حصون المهرانية»، والمهرانية قبيلة من قبائل الأكراد.

<<  <  ج: ص:  >  >>