الجزء الثانى من كتاب مفرج الكروب في أخبار ملوك بنى أيوب رحمهم الله تعالى
أي أن المؤلف جعل الجزء الأول من كتابه ينتهى بنهاية عصر صلاح الدين ووفاته، ثم بدأ الجزء الثانى بالتاريخ للأحداث التي تلت وفاة صلاح الدين، أما كاتب نسخة كمبردج فقد اتخذ لنفسه أساسا آخر لتجزىء الكتاب، فقد وقف عند كلامه عن مسير الملك العادل إلى الديار المصرية سنة ٥٩٦، وبدأ الأحداث الجديدة التالية بالبسملة مكتوبة في وسط السطر بحروف كبيرة في صفحة جديدة ويليها «رب يسر وأعن»، مما يفيد أنه كان يريد تقسيم الكتاب إلى أجزاء، فجعل الجزء الثانى يبدأ بمسير الملك العادل إلى مصر وتملكه لها، فهو بهذا أراد أن يجعل الجزء الأول شاملا لعصر صلاح الدين وأولاده، والجزء الثانى شاملا لعصر العادل وسلالته.
أما نحن فقد اتخذنا أساسا مخالفا لتقسيم الكتاب، وذلك لضخامته ووفرة عدد صفحاته التي تنيف في الأصل على الألف، فجعلنا الجزء الأول ينتهى بوفاة نور الدين واستقلال صلاح الدين الفعلى بحكم مصر، وأفردنا لعصر صلاح الدين من مبدئه إلى نهايته الجزء الثانى، أما هذا الجزء الثالث فيغطى عصر أولاد صلاح الدين وأخيه العادل وينتهى بوفاة العادل سنة ٦١٥ هـ.
ويبقى بعد ذلك ثلاثة أجزاء، أحدها (وهو الرابع) سيغطى عصر الملك الكامل محمد (٦١٥ - ٣٦٥ هـ) والآخران (الخامس والسادس) يشملان