للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والملك العقيم من نتائح عزماته. وهو الذى ملك ملوك الشّرك وغلّ أعناقها، وأسر طواغيت الكفر وشدّ خناقها، وقمع عبدة الصلبان وقصم (١) أصلابها، وجمع كلمة الإيمان وعصم جنابها، ونظم أسبابها، وسدّ الثغور، وسدّد الأمور، وقبض وعدله مبسوط، وأمره (٢) محوط، ووزره محطوط، وعمله بالصلاح (٢) منوط، وما خرج من الدنيا إلا وهو في حكم الطاعة الإمامية داخل، وبمتجرها الرابح إلى دار المقامة راحل، ولم تكن له وصيّة إلا بالاستمرار على جادّتها، والاستكثار من مادتها، وإن مضى الوالد على طاعة إمامه، فالمماليك - أولاده وأخوته (٣) - في مقامه».

ثم كتب إليه كتابا (٤) آخر بالانشاء العمارى منه:

«أصدر العبد هذه الخدمة ومطالع عبوديته مشرقة الأنوار، ومشارع موالاته صافية عن الأكدار، ويد ابتهاله بالضراعة مبسوطة، وهمة اتصاله بالطاعة منوطة، وعين استكانته لمهابة تلك الجلالة مطرقة، وقدم مناصحته من صحته في نهج النجح متطرقة، وبصيرة هدايته على الثبات قويّه (٢ ب) وسريرة ولايته من ورد المبرّات رويّة، وزناد رويّته بسناء المخالصة والمصافاة وريّة.

قد سبقت مطالعته بالحادثة التي فجأت وفجعت، والنابية التي راعت وصدّعت، من انتقال والده مملوك الدار العزيزة إلى جوار رحمة الله ورضوان


(١) النص في الروضتين: «وقصع».
(٢) هذه الجملة ساقطة من نسخة (ك)
(٣) الأصل: «وأخوه»، والتصحيح عن (ك).
(٤) انفرد ابن واصل بايراد هذه الرسالة، ولا وجود لها في كتاب الروضتين أو غيره من المراجع المتداولة المعروفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>